ما ذكر في فضل الصحب الكرام ابو بكر وعمر رضوان الله عليهم

|

تتابعت الأدلة على فضل الصاحبين في الكتاب والسنة وإجماع الأمة،

يقول تعالى: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم}.{الأنفال:74}
وقوله عز وجل:{لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون* أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم}.{التوبة: 88ـ89}.
ويقول عز وجل: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}.{التوبة:100}.

 وإذا لم يكن أبو بكر وعمر وأكابر الصحابة -رضوان الله عليهم- داخلين في هذه النصوص فمن يدخل فيها؟!

فهم معنيون به بالدرجة الأولى وهم خير القرون، ولهم فضل عظيم على جميع الأمة، وقد اختارهم الله لصحبة نبيه فآمنوا بالله ورسوله وقاموا بنصرة الله ورسوله، وهاجروا من أجل الدين، وآووا ونصروا من أجل الدين وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم حتى رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأفضلهم المهاجرون ثم الأنصار.

وقال الله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.(التوبة: من الآية40).

وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه-أنه قال: “إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه”.

 فصاحبه هو أبو بكر -رضي الله عنه- بإجماع المفسرين، كما تميز رضي الله عنه بخصائص لا توجد في غيره من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك شاركهم في مزاياهم وفضائلهم.

فمن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-:  «لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» رواه البخاري ومسلم.

 وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر» متفق عليه.

وفي البخاري عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال عمر بن الخطاب فعد رجالا..

 وقد روى الإمام أحمد في مسنده والطبراني وغيرهما عن أبي جحيفة قال: خطبنا علي -رضي الله عنه- فقال: “ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر رضي الله عنه فقال عمر…” والرواية عنه بهذا حسنها الأرناؤط والألباني.

 وفي مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: «والذي نفسي بيده؛ ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك».

وعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا على وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره، قالوا فما أولته يا رسول الله قال: الدين» رواه البخاري.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:  «إني رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت منه حتى تملأت حتى رأيته في عرق بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فقالوا يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأت منه ففضلت فضلة وأعطيتها عمر بن الخطاب، فقال أصبتم». رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ » رواه البخاري (3673) ومسلم (2540).

وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم» رواه البخاري (2652) ومسلم (2533).

يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في “الكفاية” (49) :
“على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطعَ على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين، هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء”

وقال الحافظ ابن كثير: “والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم  في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل”.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة