سفينة الحياء

|

في ظل هذه التخبطات والفتن، وانتكاس الفطر، وانعدام الحياء في قلوب كثير من الفتيات المسلمات، وتغلب الأفكار المسمومة على عقول النساء عموماً، وانقراض الغيرة في صدور كثير من الرجال، وغرق المجتمعات في بحر الفتن؛ يجب علينا كأبناء الإسلام أن نبني سفينتنا لنشق بحر الفتن، ونبحر بسفينة النجاة.

ولنعتني بصنعها جيداً؛ لتكون خالية من أي ثقب قد يودي بحياة ركابها، ولنركب فيها شامخين فوق ذاك البحر الهائج، ولا نبالي بتلاطم الأمواج من حولنا، ولنجري فيها لننجو من الغرق مستعينين بالله، 
وكما قال نوح عليه السلام:

{اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها}.

ولنبدأ بصناعتها قبل فوات الأوان، ولنعد العدة ونبدأ الرحلة، لئلا نكون من زمرة الغارقين بوحل الانتكاس، أو نبقى جالسين على الشاطئ ننتظر ابتلاع الأمواج. فلننهض نهضة أباة، ونصنع بأيدينا مركب الحياء، ولن نسمع لصيحات الديمقراطية والنسوية، ولن نبالي بالموضات والتحضر المزعوم، ولن نرضى بالمساواة.

مركبنا هذا لن يحمل معه إلا كل خير للمرأة السوية؛ سنعتني تماماً بضبط القول والفعل ضمن دائرة الحياء، لباسنا فيه الحياء، جلوسنا، مكوثنا، أخلاقنا كلها حياء، سنمشي حتى باستحياء، ستكون سفينتنا هذه من نوع خاص، سنبذل قصارى جهدنا لإتمام كل المهام.

فأما العقيدة؛ فهي بمثابة الهيكل للسفينة، فبها تصان النفوس، وبدونها لا تصلح السفينة للركوب، ولباس الحشمة والحياء هو شراع السفينة؛ فالشِراع هو حارس السفينة. وأما أقوالنا وأفعالنا؛ فهي التي سنزين بها سفينتنا، فكلما ازددنا حياء، ازداد مركبنا جمالاً، وبضاعتنا هي الأخلاق العفيفة، والمزيد المزيد من جرعات الحياء.

والآن هاقد وصلنا للراكبين فيها، سفينتنا ستحمل فوقها كل امرأة حيية تحب الله ورسوله، وتقول سمعنا وأطعنا لشرع ربنا، ورضينا بما قد جاء به محمد عبد الله ورسوله. كل من تريد النجاة من عواصف الفتن، واللجوء لمكان آمن، سنأوي إلينا كل فتاة تود الاستعلاء بالدين والفطرة، لن نرفض أحداً، فالسفينة هذه كلما زاد حملها، ازدادت اتساعاً، وهيبة، ووقاراً، فما أجملها من سفينة!

حتى لو كنتِ وحدكِ في وسط البحار، لا يد ثانية تعينك؛ فانهضي واصنعي سفينتكِ بيديكِ، لا تقفي مكتوفة الأيدي، وادعي إليها كل من تريد النجاة. ولنرفع شعار (الحياء سبيل النجاة)؛ فلتركب معنا من تريد النجاة، فبسم الله مجرى سفينتنا ومرساها.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة