تدخل بعض النساء إلى عيادات التجميل بخطوات واثقة، تحلم بمظهر مثالي، بشباب دائم أو بشفاه ممتلئة مثل النجمات. ما لا يقال لهن في الغالب، هو أن هذا الطريق اللامع قد يخفي خلفه منحدرًا زلقًا ومظلما!
هل تساءلت يوما لماذا يطلب منك التوقيع على استمارات طويلة قبل إجراء جلسة تجميلية بسيطة؟ أو لماذا لا يحدثك الطبيب كثيرًا عن المضاعفات؟ الجواب بسيط: هناك أشياء لا تُقال، لأنها تخيف.
ما لا تقوله الإعلانات اللامعة
وراء كل صورة “قبل وبعد” على صفحات العيادات، هناك قصة أخرى لا تروى. دراسة سويسرية تابعت 109 حالة لنساء أجرين عمليات تجميل، كشفت أن بعضهن انتهى به المطاف في العناية المركزة، بسبب عدوى حادة، أو تورم دموي خطير، أو حتى الحاجة لاستئصال ما زُرع للتجميل!
وهنا المفارقة:
تكاليف علاج المضاعفات كادت أن تعادل تكلفة العملية نفسها، وفي بعض الحالات تجاوزتها!
التجميل.. رفاهية قد تكون قاتلة
المثير أن بعض المضاعفات لا تظهر مباشرة، بل قد تباغت السيدة بعد سنوات. فقدان الإحساس في بعض مناطق الجسم قد يستمر لأشهر أو يظل دائمًا لدى 15% من الحالات، وفق تقرير لجامعة ميشيغان.
ولا تتوقف القصة عند هذا الحد، بل ترتفع احتمالية الإصابة بجلطات دموية قاتلة خمسة أضعاف إذا خضعت المرأة لأكثر من عملية واحدة. وفي بعض الحالات، الموت لم يكن داخل غرفة العمليات، بل بعدها بأيام.
والليزر؟ ليس بريئًا كما يبدو!
حتى جلسات الليزر “الآمنة” لإزالة الشعر أو تفتيح البشرة، لا تخلو من المخاطر. الحروق، والندوب، وتغيّر لون الجلد، وحتى إصابات العين، كلها واردة. وإن كان ضرر الجراحة كبيرًا، فضرر الليزر لا يُستهان به.
الطبيب ديفيد رحيمي، صاحب كتاب “رجاء لا تموتي وأنت تحاولين التجمل”، يقرع جرس الإنذار ويقول بوضوح: الجمال لا ينبغي أن يأتي على حساب الصحة. وينصح بالعلاجات الموضعية الطبيعية كلما أمكن.
هل الأمر يستحق كل هذا العناء؟
السؤال الذي يجب أن تطرحه كل امرأة على نفسها:
هل أبحث عن لمسة جمال أم عن رضا داخلي؟ وهل يستحق التغيير التجميلي أن أُخاطر بجسدي وروحي؟!
في زمن تسوّق فيه الشركات التجميلية الوهم على أنه “ثقة بالنفس”، يجدر بنا أن نعيد تعريف الجمال:
ليس فيما يُحقن أو يُقص، بل في السلامة، والعافية والرضا.
المصدر= مواقع إلكترونية
