الحجاب شعار العفة

|

قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } [الأحزاب:59]

فليس الحجاب مجرد ستر لبدن المرأة. إن الحجاب عنوان تلك المجموعة من الأحكام الاجتماعية المتعلقة بوضع المرأة في النظام الإسلامي، والتي شرعها الله سبحانه وتعالى لتكون الحصن الحصين الذي يحمي المرأة، والسياج الواقي الذي يعصم المجتمع من الافتتان بها، والإطار المنضبط الذي تؤدي المرأة من خلاله وظيفة صناعة الأجيال، وصياغة مستقبل الأمة وبالتالي المساهمة في نصر الإسلام والتمكين له.

ولا شك أن زي الفتاة ومظهرها دليل عفتها وطهارتها أو علامة على عكس ذلك، ومن خلال ما تلبسه المرأة يمكن في أكثر الأحوال الحكم على نوع ما تحمله من فكر وخلق.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن المرأة كلما كانت محتشمة في زيها متأدبة في مشيتها مع وقار في هيئتها كل ذلك ينم عن داخل نقي ومنبت زكي ونفس طاهرة، وبقدر ما يظهر ذلك على الفتاة بقدر ما تبتعد عنها همم اللئام، وأنظار الذئاب، وأطماع الكلاب، وتطلعات مرضى القلوب، ولصوص الأعراض.

وقد ذكر علماؤنا شروطًا للحجاب، فالمسألة ليست لعبًا، وأي حجاب يُشترى في السوق، فلا بد فيه:

  • أولًا: أن يكون شاملًا للبدن لا يكشف شيئًا منه أمام الأجانب.
  • ثانيًا: أن يكون سميكًا صفيقًا غير شفاف.
  • ثالثًا: أن يكون فضفاضًا واسعًا غير ضيق. وأنواع العباءات التي تلبس الآن، والتي تلتصق بالجسد، فهي سوداء، ولكنها ملتصقة تعرف منها حجم المرأة وأعضاءها، وتميز يديها ووسطها من هذه العباءة التي تلبسها.
  • رابعًا: ألا يكون مطيبًا ولا مبخرًا.
  • خامسًا: ألا يشبه لباس الرجال.
  • سادسًا: ألا يشبه لباس الكافرة، فلا يجوز مشابهة لباس الكافرات.
  • سابعًا: ألا يكون ثوب شهرة.

وكل الأحاديث التي وردت فيها شيء يدل على كشف المرأة لوجهها، فإما أن تكون أحاديث ضعيفة، وإما أن تكون أحاديث وقائع لا عموم لها، أي أشياء فردية لا يمكن تطبيقها،

ومجابهة ونسف النصوص العامة بهذه الأحاديث الخاصة، أو أن تكون الأحاديث فيها ترخيص في الرؤية؛ كالخطبة والتطبيب والشهادة، أو أن تكون أحاديث يتطرق إليها الاحتمال، فيسقط بها الاستدلال، ونحن مع المحكم من كتاب الله مع الأدلة القطعية ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾،

وأنتم تعلمون الآن من الواقع حكمة ربنا في فرض الحجاب.نظرةٌ فابتسامةٌ فسلام فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُوكم من البيوت تدنست، وكم من الأعراض تلوثت بسبب عدم لباس هذا الحجاب فالشرع يتشوَّف إلى أن تكون المرأة بَعيدةً عن إبراز مفاتنها؛ فليس كل ثوب تستطيع أن تخرج به خارج البيت.

أيها الإخوة هذه محنة الدين التي يعيشها كثيرٌ من المسلمين الآن؛ فلا يبالي الرجل مطلقًا وزوجته تسير سافرة بجانبه، ولا يبالي أبدًا وهي تختلي بسائق في السيارة، ولا يبالي وهي تخرج من المدرسة كاشفة، وثيابها رقيقة، وقد رفعتها غير مبالي لا بذهاب دين ولا عرض ولا سمعة ولا كرامة.

ومَن أنكرَ شريعة لباس المرأة وحجابها، وقال: إنَّ لباسها عادة، تُبدي ما تشاء وتستُر ما تشاء، فهو مُنكِر لقطعيٍّ معلومٍ من الدين بالضرورة؛ كمنكِر الصلاة والزكاة والحج.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة