{وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].
ما يعانيه المجتمع الأكبر (المجتمع على صعيد الدولة، أو على صعيد الأمة عالميًا)، والمجتمع الأصغر (على صعيد الأسرة)، هي الطعنات المتلاحقة، وروح الانهزامية التي فاح عبقها في جميع الأرجاء.
إنّ الانهزامية تؤثر بلا شك على وضوح الوجهة، تشوش بصيرتك، تطفئ شعلة همتك؛ فتجد نفسك بلا دافع ولا زاد تتقوى به أمام تلك الضربات، فينفذ عندك الصبر، ومع خطوات الشياطين -إنسًا أو جنًّا- تجد نفسك تنزلق رويدًا رويدًا في مستنقعات المنافقين والكفار، مستنقعاتهم المشهوة، ذات القوانين المتضاربة، القائمة على الكبر والتي لا نظر فيها ولا استعداد لمغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض، فقط أسهمًا للشبهات، وأبوابًا للشهوات، وكلها مزينة لتجذبك.
قد تتساءل لماذا ؟
لماذا ينتجون هذا الكم من الأفلام الإباحية؟
لماذا يروجون لما فعل قوم لوط؟
أو لتحرير المرأة من عفتها، وسترها؟
(ملحوظة: إن لم تكن تتسائل داخلك وتتيقظ لما حولك من الفتن المصنوعة والمنتجة خصيصًا لإبعادك عن الحق، فرجاءً اعكف على كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لتعرف الواقع).
وسبب إفسادهم هذا وأذاهم تفهمه من قول الله سبحانه وتعالى مبينًا بغيهم وحسدهم على أهل الحق
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118].
“ودّوا ما عنتّم”: يتمنون لكم العنت والشر في دينكم وما يسوءكم ولا يسركم.
فالسبب هو ما بينه الله جل جلاله لك مما تخفي صدورهم، وهو تمنيهم لك يا أخي المسلم وأختي المسلمة ما يسوءكم ولا يسركم، تمنيهم لإغوائكم وإبعادكم عن الحق، تمنيهم لتفكيك رابط أسركم، وهدم قيمكم، وتضليل أبنائكم، وكشف الغطاء عن بناتكم، ونشر الغفلة بينكم.
وبعدما علمت نفسياتهم ونواياهم، إذا أردت أن تنجو أنت ومن يهمك أمره فعليك بما أخبر به الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين كي لا يمسهم سوء ما يخططون له ويفعلون
{وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
من تفسير ابن كثير للآية: (يرشدهم الله تبارك وتعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار، باستعمال الصبر والتقوى، والتوكل على الله الذي هو محيط بأعدائهم، فلا حول ولا قوة لهم إلا به، وهو الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته، ومن توكل عليه كفاه.
وأهم ما نخرج به:
- -فهم الواقع وأعداء الحق من كلام رب العباد وسنة نبيه المصطفى.
- -تعلُّم أن مواجهة هذا الواقع والنجاة من كيد الأعداء لا يكون إلا بالصبر والتقوى والتوكل على الله عز وجل.
- -معرفة أن النفع والضرّ بيد الله وحده سبحانه وتعالى.