البدار البدار إلى كل عمل صالح

البدار البدار إلى كل عمل صالح

البدار البدار إلى كل عمل صالح يرفعك عند الله عز وجل، لا تفكر كثيراً، اقتحمه وتوكل على الله وخض غماره وسيكفيك الله بإذنه، ولا تطع الشيطان إذ يقول لك: أنت متعب، ليس عندك وقت، فكر قليلاً كيف تفعل أمراً دون أن تدرسه أولاً، وماذا إن لم تستمر، وماذا إن لم تفعله بشكل صحيح، استشر أهلك، قل لصديقك يخبرك ما رأيه… وهلم جرا.

 إذا كان الأمر شديداً على نفسك وقد أجلت الطاعة مراراً وقد أتتك بين يديك؛ الآن سانحة لك الفرصة إذ لانت لها نفسك قليلاً وجالت في عقلك؛ فالزمها من فورها ولا تفرط، وإياك أن تُعرِض، فلا تدري متى تحين الفرصة من جديد. من فورك قم بأدائها، وإن لم تكن كاملة؛ فسيكملها الله لك فيما بعد إن أريته صدقك بالتزامها، ووالله ما وجدت معيناً على طاعة بعد الله إلا العجلة إليها والمسارعة بأدائها. 

وتحضرني الآن قصة لرجل سارع إلى الطاعة فأورثه الله دوامها وما كان يقدر قبل حاله هذا، إذ يقول:(كنت عائداً من عملي شديد الإرهاق كل أملي أن لو أخلد إلى سريري فأريح جسدي المتهالك عليه، وكان الوقت يقارب منتصف الليل. وعندما شارفت أخيراً على دخول غرفتي إذ بي أسمع صوت أبي يسعل بشدة كأنه مريض؛ فاستثقلت نفسي الذهاب إليه من شدة التعب، إذ قد يذهب إليه أحد آخر من البيت، وقبل دخول الغرفة سمعت السعال مجدداً فسارعت بالذهاب إليه أجر قدميّ المنهكتين جراً، ولبيت حاجة أبي وأعطيته دواءه واطمأننت إلى خلوده للنوم، ثم وليت إلى غرفتي أنظر إلى سريري باشتياق.

وإذ بنفسي تحدثني بقيام الليل؛ فجال في خاطري شدة التعب الذي أنا فيه، ونظرت لسريري الذي هو أحب الأشياء إليّ في هذا الوقت؛ إلا أني من فوري قمت سائراً لمحل الوضوء وأنا أحادث نفسي: ما ضرني بصلاة ركعتين لله؟ لن تأخذ سوى خمس دقائق ومن بعدها أنعم بفراشي كما يحلو لي. فتوضأت وصليت ركعتين، وما أجملهما! ومنذ ذلك الوقت؛ منّ عليّ الله عز وجل بالمداومة على القيام؛ إذ كلما تتقاعس نفسي؛ أذكر شدة التعب ذاك اليوم وقد قمت لله رغم ذلك، فأقوم من فوري فلله الحمد).

وتلك أخرى لهذه التي رغم شدة حبها للستر وللترفع عن دنايا الدنيا بفضائل الآخرة؛ إلا أنها شق عليها لأسباب عديدة أن تتجمل بلباس أمهات المؤمنين وتزداد به فضلاً وعزاً. فكانت في سفر يوماً وقد وضعت معها نقابها بنية ارتدائه؛ إلا أنها لم تحسم أمرها بعد؛ إذ ما زال يُلِح عليها الشيطان بالمعوقات الكثيرة وغيرها من نفث السوء وأخرها عن باب خير كثير. إلا أنها حينما وصلت مركبتها إلى بغيتها وقد وضعت يدها على الباب تفتحه؛ فإذا بأختها تذكرها بنقابها، فلاح في نفسها خوف وتراجع؛ ولكنها في لحظة خاطفة أخذته وارتدته على عجل ثم خرجت، وقد أدركت بعد ذلك أنها خرجت من الظلمات إلى النور ومن الضيق السعة ومن الجحيم إلى النعيم.

نعم والله، وهذه منة الله وفضله عليها وعلى أخواتها ممن ارتدوا لباس أمهات المؤمنين وأعطوه حقه بحق، ويسعون لإكمال الستر إذا لاح شيء لهن وإن كان يسيراً فلله درهنّ ما أجمل رُقيهن بين النساء! وما أجمل حياءهن الذي يسبغه عليهن لباس أمهات المؤمنين! فبخٍ لهن إن احتسبن واتقين.

قال عز وجل: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

إياك أن تحقر من المعروف شيئاً فتتباطأ عنه استصغاراً؛ فيحبسنك الشيطان عنه بلوث خطراته، فقد تكون هي المنجية؛ كابتسامة لأهل، أو مراعاة لكبير، أو تسبيح في طريق، أو عطف على حيوان، أو تصدق بقليل، وما قصة البغي التي سقت كلباً عنا بغريبة.

ولتعلم جيداً أنك إن وراء هواك سرت، فلم تبادر لله بطاعته، فأجلتها وتكاسلت عنها؛ سيتفلت منك عقد الأيام تبعاً، وتتسارع أسابيع وشهور ثم سنين، حتى يمضي عمرك وأنت لم تنجز في طريقك إلى الله شيئاً إن لم يتغمدك الله برحمة منه. فاجعل شعارك مذ الساعة: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ﴾.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة