كيف أقنع نفسي بأن الزواج رزق من الله، بسبب أني لست جميلة؟

|

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أقنع نفسي بأن الزواج رزق من الله؟ بسبب أني لست جميلة أبدا، أصبحت أرى أن شكلي هو سبب تأخر زواجي، وخاصة أني أرى أن الجمال يكون من الأولويات عندما يريد أن يخطب أحدهم.
وأخاف أنه لو رزقني الله بالزواج أن لا يراني جميلة، وأن لا أعيش في راحة بسبب هذا الأمر.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مسألة أن الجميلة فقط هي من تتزوج يثبت الواقع حولنا عدم صحتها ألبته.. وأنك تتعسين نفسك بها فتجعلينها كابوسا وهميا مما تسمعين من تعليقات سلبية.. لكن..

مهما خففتُ عنك بكلام أو قلت لك: سيأتيك الزوج الصالح وستسعدين وتنجبين.. ولابد أن يوجد في هذا العالم من سيحبك كما أنت… الخ.. قد يحصل هذا بين عشية وضحاها..

ولكن أكون قد أعطيتك مسكنا للألم فقط… وبعد زمن إن تأخر رزقك.. ترجع ألامك مجددا..!

فهو رزق أمره بيد الله.. يأتي به.. أو يؤخره.. أو يمنعه..! كل ذلك بعلمه ورحمته وحكمته سبحانه! هو الملك الحكيم العليم ونحن عبيده.. لا نعلم ما يصلحنا ولا ما ينفعنا.. وهو أعلم وأرحم بنا من أنفسنا!

إنما أريد أن أصل بك إلى جذر الإشكال.. إلى عمق اليقين.. إلى حقيقة الوجود..!

أرأيت لو أن غريبا في غير أرضه مطلوب منه أن يجمع زادا يكفيه للعودة إلى وطنه.. أراد شراء بيت جميل في غربته وسعى له..وفلم يحصل عليه..

وجلس يبكي مهموما تاركا عمله مهملا له..

ما تقولين عنه؟ أيصح عقلا فعله؟

أتشكين أننا عابري سبيل.. غرباء سنترك هذه الأرض؟

{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}

وهل في غربتنا هذه وعدنا الله أن سنأخذ كل ما نريد ونشتهي.. ومتى ما نريد؟ أم أن هذا في الجنة؟؟

{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

وهل وعدنا أن تكون حياتنا بلا ألم أو بلاء أو نقص في الرزق؟ أم أن طبيعة الحياة البلاء وأننا مأجورون على الصبر؟

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

إذن ماذا تفعلين؟

تحسنين الظن بالله.. بأن ما قدره لك هو الخير مطلقا..

مع الدعاء والصبر وإن تألمتُ.. حتى أنال أجري كاملا..!

وإدراك أنه رزق إن حصلتُ عليه فهو بفضل الله ورحمته وتيسيره..

وإن لم أحصل عليه فربنا له حكمة في كل شيء..

وأنا مغتربة.. أمة لله.. أعبده وهو ربي وسيدي ومولاي..{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }

وهو المانع المعطي.. وكل شيء عنده بقدر.. فإن رضيت فلي الرضا..

وإن سخطت فعلي السخط..!

وسأسعى لزاد الاخرة.. دار الخلود والقرار!

فأنشغل بتقوى الله وطاعته ومرضاته.. وأعلم أننا في امتحان.. ليس في دار النعيم

وهذا الامتحان يحتاج الى صبر ورضا واستعانة بالله..

خذي بأسباب الدعاء والاهتمام بنفسك وقلبك…

وقد يأتيك الرزق بعد أن ينفك تعلقك به.. فيكون فيه صلاح دينك ودنياك.. ولو أعطاكيه وقلبك معلق به لأفسد عليك دينك..

أخيرا..

عندما تخنقك مشاعرك وتتقاطر دمعاتك على وسادتك في سواد الليل رددي: “اللهمَّ إني عبدُك، و ابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، و نورَ صدري، و جلاءَ حزني، و ذَهابَ همِّي”..

وحده الله يغيث قلبك فيما يعجز عن بيانه لسانك.. ويرزقك فيما قصرت عنك كل أسبابه.. فوضي أمرك وتوكلي عليه..

والله أعلم.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة