أشعر أن عندي مشكلة في الرضا بأقدار الله وحسن الظن به

|

السؤال

السلام عليكم،
أنا فتاة لم أتزوج بعد، وأحب أن أتعلم في هذه الفترة ما سيعينني على تربية أولادي إن شاء الله. متحمسة للحظة التي سأكون فيها أم؛ خاصة أني أحب الأطفال حبا شديدا، لكن تأتيني هواجس أنني قد أرزق بابن مريض أو معاق، فيعكر ذلك مزاجي وأشعر بالضيق. أشعر أن الأصل عندي في الأبناء أن يأتوا مرضى، وأن الحالات السليمة استثنائية.
أنا ولله الحمد لدي نعم كثيرة، ولا أعاني من أي ابتلاءات صعبة، فأقول إذا يمكن أن يكون ابتلائي في أبنائي، فلا مفر في حياة الإنسان من ابتلاء صعب بحسب ظني.
أخاف ألا أستطيع الصبر إن رزقت بولد مريض، فما نصيحتكم لي؟ أشعر أن عندي مشكلة في الرضا بأقدار الله وحسن الظن به..

الجواب:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته 

حياكم الله وبياكم أختي الكريمة، 

أولا: أصل المسألة الإيمان واليقين بالله عز وجل وأن الله سبحانه وتعالى بيده كل شيء.

وحول هذه المسألة تدور حياة الإنسان المسلم في كل أحواله كل شيء يدور حول هذا الأصل الإيماني العظيم، 

ولهذا يستشعر الإنسان المسلم قوله حين يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله).. 

فعليك بما يزيد إيمانك بالله عز وجل واليقين به، واستشعري الدعاء لله ومناجاته بأسمائه وصفاته .

ثانياً: يأتي تالياً حسن الظن بالله عز وجل وهو نابع من الأصل الأول (الإيمان واليقين بالله)، وتذكري دائما قوله تعالى بالحديث القدسي:

(أنا عند ظن عبدي بي)، فظني كل خير وليكن من ضمن هذا اليقين أن ما يأتي من عند الله عز وجل هو خير؛ حتى لو بدا لك أنه ليس خيرا.

ومن الجميل مادرج على بعض ألسنة الظانين بالله خيرا؛ عند أي موقف (لعله خير وربك كريم).

ثالثاً: اعلمي أن الشيطان يحاول أن يزعزع يقين الإنسان المسلم وظنه الحسن بالله وراحته؛ بوسائل عديدة وطرق عديدة من الوسوسة، إلى درجة أنه يأتي للإنسان حتى في منامه ليجعله يشعر بالانزعاج والخوف حتى لو للحظات.. فعليك بالانتباه لهذه الوسواس في اليقظة والمنام بما شرع لنا الدين الحنيف؛ من الدعاء لله، وذكره، واللجوء إليه، وبذلك يصلح البال وتطيب النفس وتطردي بذلك وساوس الشيطان .

ختاماً نشجعك على التزامك وحرصك، وإنّ ما تشعرين به هو دليل يقين بالله عز وجل حقيقة ولكن يحاول الشيطان زعزعتها بوساوسه، لن يفلح بإذن الله مع صحبتك لكتاب الله تلاوة وتدبرا..

أخيرا؛ أنصحك بملازمة القرآن وسير الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم، ويمكنك أيضا الاستفادة من سلسلة اليقين للدكتور إياد قنيبي وكذلك قراءة كتابه حسن الظن بالله. 

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة