السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عاقدة، وزواجي زواجي بعد مدة قصيرة إن شاء الله، أريد نصائح منكن بارك الله فيكن..
ما المطلوب مني؟! كيف أستعد؟! وعلى المستويان الفكري والجمالي..؟ وكيف يكون روتين العروس واستعداداتها؟ مع ما يتيسر من النصائح العامة وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياكِ الله وبياكِ يا غالية،
أولًا مبارك عليكِ يا حبيبة، وفقك ربي وسددك وأسعدك في حياتك.
قد سألتي عن أمرٍ كبير أقيمت فيه المحاضرات والدورات وعقدت فيه المجالس الطوال لكني سألخصه لك أبشري..
بداية كان مما ينبغي؛ الإستعداد قبل هذه المدة.. والإستعداد لذلك كله يبدأ مذ أن تدخل الفتاة في سن الزواج، وتبدأ بالتأهل له على جميع المستويات، فهو منظومة متكاملة تحتاج إلى الكثير من الوعي والعلم في مختلف الجوانب، ويكون ذلك من خلال الوالدة والكثير من جهد الفتاة السائرة في خطوات التأهيل..
لتكون أولًا أمة صالحة تسير على نورٍ من ربها، بخطواتٍ نحو بقية الأدوار المناطة بها في ظلال كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. لذا سألخص الأمر لك في نقاط:
١- بدايةً أنصحك بالكتب المختصة في ذلك ؛ التي ستأهلك بشكل علمي وثقافي وديني لما أنت مقبلةً عليه. وأيضًا هناك الكثير من المحاضرات والدورات المسجلة في هذا المجال، وأنصحك بالبحث عنها وأخذ ما تيسر منها.
٢- لا بد من أقل القليل من كل شيئ “هذا أولًا” كخطوة أولى ثم نترقى.
٣- أقل القليل؛ في عبادتك وصلتك بالله عز وجل.. كيف هي؟ بأهلك وأقاربك؟ هل تحافظين على أذكارك، أذكار النوم والصباح، ورد القرآن اليومي مع ورد من التفسير لتدبره، الصلاة بخشوع وتفكر.
أخلاقك مع عائلتك ومن حولك، صبرك وتفانيكِ في العمل المطلوب منك، طاعة لوالديك؟ طاعة لولي أمرك الحالي “والدك” الذي ستنتقل ولايتك منه إلى زوجك بعد دخولك بيته.
هذه أمور مهمة جدًا جدًا لا ينبغي التغاضي عنها.. بل هي من أولى الاولويات التي تحتاج منكِ إلى النظر فيها وترتيبها والتفاني بها.. فهي الأساس والمنطلق يا غالية.
٣-أقل القليل؛ في ما لا يسعك جهله كأنثى مسلمة: في عباداتك، أحكام الصلاة والصيام والطهارة والحيض والنفاس، نواقض الصلاة والوضوء، فقه الإغتسال والتطهر من الحيض والجنابة، أنواع الإفرازات الطبيعية التي تخرج من المرأة وأحكامها، كالدم والإفرازات الطبيعية والمذي والمني والودي.
٤- أقل القليل؛ من الثقافة العامة وملئ الوقت بما ينفع دينًا ودنيا: كتخصيص قراءة كتاب يومي لنصف ساعة أو تعلم لغة جديدة يومية.. القراءة في التربية والشؤون الأنثوية، من المصادر الصحيح والجيدة.
٥- أقل القليل؛ من تعلم الشؤون الأنثوية والاحكام الفقهية الضرورية الخاصة بالمرأة المسلمة: كتعلم التزين والأناقة، وضع مساحيق التجميل والعناية بالجسد ونعومته، تنسيق الملابس وترتيبها وترتيب المنزل، آداب إستقبال الضيوف والزيارة؛ كعدم دخول منزل دون إستئذان، وعدم التحرج إن زرت بيتًا من أقربائك وقيل لك ارجعي فترجعي دون تحسس من ذلك، وغير ذلك من الأمور والآداب الموجودة في ديننا.
هذا أقل القليل الذي لا بد توفره في يومك وحياتك، لذلك قلت أنه يبدأ منذ تأهلك للزواج بل ومنذ نعومة أظفارك كل مرحلةٍ بما يناسبها.
والآن إليك نصائح عامة وروتين بسيط لكِ كعروسة؛ وإستعداداتك من بعض الجوانب وليس كلها وبما تيسر لي.
١- لا بد أن تدركي أن النقطة الاولى هي الأساس والمنطلق والأرض التي سيخرج منها بناءً صالحًا بإذن الله وبقية النقاط إنما هي اللبنات التي سنشد منها بناءً قويًا صالحًا بإذن الله.
٢- النقطة الأخيرة التي ذكرتها من المهمات لدى الرجل ولا بد الإهتمام بعنايتك وأناقتك ونعومة جسدك، وإلتماس رضى زوجك وإعفافه في ذلك كله، في زمنٍ تتكالب به الفتن على المؤمن ويشد بعضها بعضهًا في إفساد رأس ماله “صلاح قلبه”.
وهذه النقطة مما يعزز من أنثوتك ورجولة زوجك، واعلمي أن كل من رأيتها تهمل زينتها وتعطل فطرتها وتهمل سمتها الأنثوي بعد زواجها أو بعد سنواتٍ منه او حين تقدمها في السن فهي على خطأ… فتلك فطرة لا حدود لها ولا عمر. وينبغي أن تسقى الأنوثة دائما وتعزز بمختلف الطرق المباحة من زينة وحلي ورقة ونعومة باطنًا وظاهرًا “كي لا تموت”.
٣-اعلمي يا حبيبة أن زوجك هو جنتك أو نارك؛ ورضاه عنك وطاعتك له تأتي في المرتبة الأولى وقبل كل شيئ.. قبل البيت والعمل وتنظيف المنزل والأولاد والأهل والصديقات، فرضاه من رضى الله عز وجل الذي أمرك بطاعته، وخفض الجناح والخضوع له بالقول والفعل؛ من أكثر ما يرفعك ويزنك عنده زنة الذهب، وينزلك عنده منزلة تاجٍ يوضع على رأس نساء الأرض. ولا يعني ذلك أن الأولاد والأهل والأقربون يوضعون في زاوية أخرى..
لكنهم في كفة ومرتبة وزوجك في كفة ومرتبة أخرى، وحين تتعارض الكفتان ترجح كفة زوجك لديكِ بمنزلة وأهمية تتقدم على ما سواه، وما ذلك إلى لعظم حقه عليكِ الذي أقره الله سبحانه ورسوله الكريم.
وتذكري بعد ذلك كله أن “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” وأن مهما كبر وعظم حق زوجك عليك؛ فحق الله أعظم وأكبر، والله أكبر من كل ما سواه، وأمامه يصغر كل شيئ، ولا طاعة لمخلوق وإن كان زوجك، في معصية خالقك! وإن أمرك بمعصية فتذكري أن الله سبحانه ربكما، بيديه قلبكما وهو المصرف لأمركما والمدبر لكما.
ثم عليكِ بالإستعداد خطوة بخطوة لكل ما تم ذكره؛ والذي بدوره سيكوّن لك روتينٍ متكامل، والبدء من الآن بأخذ خطوة من كل أمر والأهم فالمهم.
ثم زينتك وعنايتك وإهتمامك ونظافتك الشخصية.. إعتادي عليها من الآن لتكون جزءًا من روتينك اليومي مستقبلًا تفعلينها بخفة، وتبقيكِ فراشةً متألقة.
وكنصيحة، إنهي كل شيئ من أمور عنايتك ونظافتك قبل أسبوع من زفافك؛ ولا تجربي أي شيئ جديد على بشرتك أو جسدك بعد ذلك، واسترخي وارتاحي نفسيًا فلا شيئ يدعوا للقلق أو الإرتباك.
وأوصيك بتقوى الله أولًا وآخرًا..
ولا تنسي أن تجعلي زفافك كما يرضي الله عز وجل، ولا تبدئي حياتك الجديدة بمعصية الله… إياكِ ثم إياكِ!.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..
أسأل الله لك دوام السعادة والخير برضى الله وعفو منه وعافية.