السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل حقا الزواج عبء ومسؤولية؟ كل ما أذكر سيرة الزواج؛ تعقدني كل متزوجة منه حرفيا، سواء كانت سعيدة مع زوجها أم لا..
ويقولون عيشي حياتك بداية، ما قولكم في ذلك؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك يا طيبة،
الزواج مسؤولية بلا شك.. لكن أخبريني ما هي المرحلة التي لا يحمل فيها الإنسان مسؤولية ويعيش بها كما يحلو له سوى مرحلة الطفولة “قبل البلوغ”؟
الحياة كلها مسؤوليات، ومهام مناطة بك في كل مرحلة من مراحل حياتك يا غالية.. فكل مرحلة تحمل معها التكليف.
تحمل بين طياتها السعادة والحزن والألم والأمل، في كل مرحلة نختبر بها هذه المشاعر كلها؛ ونتألم ونتعلم ثم نأمل ونتبسم ونسعد ونضحك ونتفائل ونستبشر ونعمل ونكد ونتعب.
لكن هل قولنا عن شيء أنّ به مسؤولية؛ أي أنه ليس جميلًا وبه جوانب ممتعة ومفرحة؟ أو أنّ ليس به استئناس ولحظات دافئة وقرب يهوّن التعب والمشقة والألم؟
أيضا يا حبيبتي اعلمي أن كثيرا من النساء والكثير من المشاكل الزوجية التي تثار أمامنا هي من المدخلات التي تعطينا صورة سيئة عن الزواج.. ومثل الكلام الذي يقال لك، ينفر من الزواج دون علم المتكلمة! سيقولون لك عن مشاكلهم ولحظاتهم التعيسة والمؤلمة، ولن يخبروك عن الأخرى السعيدة بطبيعة الحال.
لذا.. يوجد هذا الجانب وذاك لكن لا ينبغي بالحديث عن الزواج إغفال جانب وذكر الآخر.. هي منظومة متكاملة ومرحلة كأي مرحلة من مراحل الحياة تحمل في طياتها الحلو والمر.
لكن من يتقِ الله ويسير بنور منه على هدى القرآن الكريم وسنة النبي الكريم ﷺ تكون سعادته أكثر من شقاءه؛ لأنه يسير بنور من ربه فيتصبَّر ويُصبّره الله، وينزل به البلاء فيصبر، والسراء والنِّعم فيشكر ولا ينسى الله وذكره في هذا أو ذاك.
ومن أسباب ذلك أيضا اختيار الزوج الصالح ومن يلتمس فيه الخير والصلاح والأخلاق الحميدة العالية..
والله يوفق من يشاء.
لذا دعك منهم يا حبيبة.. وعيشي سنك بما يرضي الله عز وجل؛ دون تشويه نظرتك عن الزواج الذي ستُقدمين عليه عاجلًا أو آجلًا.
وفقك ربي ورزقك زوجًا صالحًا تنعمين بجواره وتأنسين.