ذكاء الأطفال

لقد ذهلت من ذكاء الأطفال في حوار مع صغيري الذي تجاوز السابعة من العمر بقليل، حيث جاءني متسائلاً:

-أمي، هل علي ذنب إن فعلت شيء حرام أو ضيعت بعض الصلوات، هل آخذ سيئات وأدخل النار؟

=قلت: لا يا حبيبي، ما زلت صغيراً وربنا عز وجل يحبنا فلا يكتب على الصغار ذنوب.

-حتى لو ارتكبت سيئات؟

=حتى لو ارتكبت سيئات لا تحسب عليك، لكن لو عملت حسنات تكتب لك، الله عز وجل يحبنا ويريد لنا دخول الجنة والسعادة فيها.

-حتى لو لم أصلِّ؟

=حتى لو لم تصلِ لن تُكتب عليك سيئات، وإن صليت تكتب لك حسنات بإذن الله.

-الله، أنا أحب ربي كثيراً. ولكن أخبريني يا أمي، لماذا تلحي علي أن لا أضيع الصلاة وحفظ القرآن وأن أترك المحرمات طالما لن آخذ سيئات؟

=لأن الله عز وجل أمرني بذلك، فحتى لو كنت صغيراً غير مكلف، لا بد أن أوجهك للصواب، آمرك بالواجبات والفروض وأبعدك عن المحرمات والذنوب.

-ماذا لو وجهتيني ولم أستجب هل تكتب علي سيئات؟

=لا، لأنك ما زلت صغيراً.

-هل تكتب عليك سيئات؟

=إن وجهتك للصواب وأمرتك بالمعروف ونهيتك عن المنكر ولم أتوانى في ذلك؛ لن تكتب علي سيئات بإذن الله.

صمت الصغير قليلاً، ثم لمعت عيناه بدهاء وقال بحماس: إذن عندي خطة ذكية، اطلبي مني أن أقوم بالفرائض وأترك المنكرات، وإن لم أرغب في طاعتك لا أفعل، وبذلك لن تكتب علينا سيئات أنا ولا أنت.

أصابتني الدهشة؛ بل أصابني الجنون بسبب خطته الذكية، فلم أستطع النطق، فبادر قائلاً:

-أليست ذكية؟

=قلت: بالطبع لا .

-قال متعجباً: لما طالما لن نأخذ حسنات نحن الاثنان؟

=قلت: لأن من اعتاد شيئاً صعب عليه الإقلاع عنه، يعني مثلاً: إن اعتدت الكذب صغيراً؛ سيصعب عليك الإقلاع عنه كبيراً، وإن إعتدت السرقة صغيراً؛ سيصعب عليك الكف عنها كبيراً، وإن إعتدت التهاون في الصلاة صغيراً؛ سيصعب عليك الانضباط عليها كبيراً، وهكذا في كل أمر.

وكذلك بالنسبة الواجبات والحسنات، إن اعتدت عليها صغيراً؛ سيسهل عليك الحفاظ عليها كبيراً. وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر”، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

غالباً من عمره عشر سنين وقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نضربه على الصلاة لا تكتب عليه سيئات لأنه ما زال صغيراً؛ لكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم يخاف علينا وجهنا لذلك؛ ليعتاد الصغار على الصلاة ولا يضيعوها حينما يكبرون، فلا تكتب عليهم السيئات ويدخلوا الجنة بإذن الله تعالى.

وهناك أمر آخر، أنت تحب الله عز وجل، ومن يحب الله يحب فعل ما يحبه الله عز وجل وما يقربه منه، أليس كذلك؟

-قال مقتنعاً: بلى يا أمي، سأسعى جاهداً أن أفعل ما أمر به الله عز وجل وأنتهي عما نهى عنه؛ لأني أحبه وأحب النبي صلى الله عليه وسلم وأحب أن أدخل الجنة.

ضممته إلي وقلت: الله يحبك ويرضى عنك، ويجعلنا جميعاً من أهل الجنة يا رب.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة