السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل، لدي انفعال كبير لدرجة العصبية بسبب الأمور التي تخرج عن سيطرتي..
لا أستطيع تمالك نفسي، وأندم عندما أصرخ على أطفالي أو أضربهم.
كما وأصبح لدي عقدة من مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب النساء التي تتواجد فيها، والمشاكل وعدم التفاهم الحاصل بيني وبين زوجي. فصرت أشعر أنه لا يحبني، ويقارنني بهنّ.
أصبحت أفكّر في الطلاق بسبب الإهمال، ماذا أفعل؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي وبارك فيك؛
هل جربت مثلا، أن تتفرغي وقت وجود زوجك في المنزل، وتتزيني ولو بأقل القليل وتلبسي ملابس أنيقة، وتعدي بعض المأكولات أو المشروبات لك ولزوجك، ثم تذهبين للجلوس معه، والحديث معه في أي أمر لا يكون محل خلاف أو لا يجلب خلاف بينكما.
ولا مانع طبعا من بعض الدلال المحبب غير المصطنع في هذه الحالة.
لا تتركيه لنفسه ولا للشيطان، وحاولي دائما أن يجدك بجوراه وأن يكون وجودك محبب ومميز وخفيف، أشغليه بك وأنسيه ذاك الهاتف إذا وصل للبيت، فلا يبحث إلا عنك ولا يأنس إلا بوجودك حوله.
بيتك وزوجك هو أهم شئ تحاربي عليه، وتبذلي وسعك في الحفاظ عليه، ولا تتركيه لأولئك المخربين الذين لا يريدون إلا هدم بيوتنا، فما هم إلا أعوان لإبليس لخراب بيوت المسلمين.
ولا مانع أبدا في جلسة صفاء إذا رأيته متجاوب معك، أن تخبريه بدلال أنك تغارين عليه من هذا الهاتف وتشعرين أنه عدوك الذي يأخذه منك، وتعاتبيه بلطف وبدون نكد ولا عصبية على بعض الإهمال الذي تشعرين به!
تخيلي أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن)
يعني أن المرأة على ضعفها؛ يمكن أن يكون تأثيرها أعظم ما يكون على الرجل الشديد القوي المهاب؛ لدرجة وصفه بذهاب عقله من فتنته بها وإغراءها له.
وأنصحك دائما ألا تغفلي عن الدعاء له أمامه ومن خلفه؛ أن يحفظه الله عز وجل ويصلح بينكما ويجعلكما قرة عين لبعضكما البعض.
نهاية أوصيكِ؛ بدلا من جعل ذلك الانفعال يأكل في نفسك وروحك ويجعلك تكلمين نفسك وتصبي غضبك على أطفالك، استغليه بشكل إيجابي وفكري كيف تجذبين زوجك لك وتكوني سكنا له ويكون سكنا لك، واجعلي ذلك تقربا لله عز وجل أولا، ونكاية في ابليس الذي لا يهدأ أبدا حتى يخرب بيوت المسلمين ويمزقها ثانيا.
أقر الله عز وجل عينك ببيتك وزوجك وأبناءك، وأسأل الله عز وجل أن يصلح حالك وبالك ويصب على قلبك السكينة صبا يارب.
رددي دائما دعاء: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).