بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنزل الكتاب هدى ورحمة للعالمين، وجعل الإسلام دين الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم النبيين، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: نضع بين أيديكم سلسلة للرد على الشبهات، ونسأل الله التوفيق والسداد.
لماذا هذه السلسلة؟
في عصرنا الحالي، تتكاثر الشبهات حول الإسلام، سواء كانت ناتجة عن سوء فهم أو عن حملات تشويه متعمدة. هذه الشبهات قد تثير الشكوك في قلوب بعض المسلمين، أو تكون سببًا في صدّ غير المسلمين عن التعرف على حقيقة الإسلام. لذلك؛ جاءت هذه السلسلة لتكون حصنًا فكريًّا، تدافع عن دين الله، وترد على الشبهات بالأدلة القاطعة، مستندة إلى القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأقوال العلماء المسلمين.
ما الهدف من هذه السلسلة؟
الهدف الأساسي هو تقديم ردود علمية ومنهجية على الشبهات المثارة حول الإسلام، بحيث تكون هذه الردود واضحة، مدعومة بالأدلة النقلية والعقلية، ومبنية على فهم صحيح للنصوص الشرعية.
كما تهدف السلسلة إلى:
- تعزيز اليقين لدى المسلمين، وتقوية إيمانهم.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام.
- تقديم مادة علمية يمكن الاستفادة منها في الحوار مع غير المسلمين.
- دعم الباحثين والمفكرين المهتمين بالدفاع عن الإسلام.
ما معنى الشبهات؟
الشبهة هي: كل ما يثير الشك أو اللبس حول حقيقة معينة، وقد تكون ناتجة عن سوء فهم أو عن تحريف متعمد. قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: “الشبهة واردة على القلب تلبس عليه الحق، فلا يدري هل يأخذ بهذا أو يتركه؟”، الشبهات حول الإسلام تتنوع بين شبهات حول العقيدة، والقرآن، والسنة، والأحكام الشرعية، والسيرة النبوية.
لماذا نرد على الشبهات؟
الرد على الشبهات واجب شرعي؛ لأن تركها دون تفنيد قد يؤدي إلى انتشارها وتأثيرها على الناس. قال الله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل: ١٢٥]، وهذا يدل على أهمية الحوار والرد بالحكمة.
كما قال النبي ﷺ: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» [رواه البيهقي].
منهجية الرد على الشبهات:
لكي يكون الرد على الشبهات فعالًا، يجب أن يعتمد على منهجية واضحة، تشمل:
- التحقق من صحة الشبهة: بعض الشبهات قائمة على معلومات خاطئة أو أدلة ضعيفة.
- الرد بالأدلة النقلية: استخدام القرآن والسنة الصحيحة في الرد.
- الرد بالأدلة العقلية: تقديم حجج منطقية تدحض الشبهة.
- الرد بالأدلة العلمية والواقعية: استخدام الحقائق العلمية لدعم الردود.
- الاستشهاد بأقوال العلماء: نقل كلام أهل العلم الذين فندوا هذه الشبهات عبر التاريخ.
- الاستشهاد بأقوال المفكرين الغربيين: بعض المفكرين غير المسلمين أنصفوا الإسلام، ويمكن الاستفادة من أقوالهم، لدحض من تعنت من أبناء قومهم، خاصةً وأن هذه الشبهات تأتي من غير المسلمين، أو من يدعون الإسلام وهم في الحقيقة متأثرون بالحداثة.
كيف يمكن الاستفادة من هذه السلسلة؟
هذه السلسلة سيكون بها بعض المراجع لكل من يريد الدفاع عن الإسلام، سواء كان باحثًا، داعية، أو مسلمًا يريد تعزيز معرفته بدينه.
ويمكن استخدامها في:
- إعداد محاضرات ودروس حول الرد على الشبهات.
- كتابة مقالات علمية حول الإسلام.
- الحوار مع غير المسلمين بطريقة علمية ومنهجية.
- الحوار مع المسلمين الذين انفتنوا بهذه الشبهة.
ثمار هذه السلسلة مستقبلًا:
إذا تم نشر هذه السلسلة ومثيلاتها بشكل واسع، فستحقق فوائد عظيمة، منها:
- نشر الوعي الصحيح بالإسلام.
- تحصين المسلمين ضد الشبهات.
- تقديم مادة علمية يمكن أن تكون أساسًا لمشاريع أكبر، مثل الكتب والموسوعات الفكرية.
- “عليكم مزاحمة أهل الباطل”.
- وقول علي بن أبى طالب -رضي الله عنه-: “حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق!”.
- قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: “من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل قدره، ومن تعلم الحديث قويت حجته، ومن تعلم اللغة رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه”.
بهذا، تكون هذه السلسلة خطوة في طريق الدفاع عن الإسلام، ونشر الحق، وإقامة الحجة على من يحاول التشكيك فيه.
نأمل منكم، أيها القراء الأفاضل، أن توافونا ببعض الشبهات التي تثير بلبلة في نفوسكم، أو تلك التي قد تلمس قلوب من حولكم وتترك فيهم آثارًا من الشكوك.
فإننا ندرك تمامًا أن كل مجتمع يحمل في طياته تباينًا فريدًا؛ مما يستوجب تنوع الشبهات. لعلنا معًا، بإذن الله، نتمكن من إنشاء سلسلة مفيدة تكون مرجعًا موثوقًا.
ويجب التذكير بأننا لا نريد التطرق إلى شبهات كبيرة؛ فلسنا مختصين في طرحها أو الرد عليها، فقط شبهات حول الدين من القرآن والسنة
لا تنسوا تذكيرنا إن زللنا، فكل ابن آدم خطاء، والدين نصيحة. وجزاكم الله خيرًا.