حرب المصطلحات (١)

|

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله القائل: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: لماذا سلسلة “حرب المصطلحات”؟

في زماننا هذا، لم تقتصر الهجمات الفكرية على الطعن في الإسلام صراحة، بل تطورت الأساليب وتلونت الوسائل، فصار كثيرٌ منها يُمرر من خلال “المصطلحات الخادعة”، التي تُغلّف الباطل بأسماء براقة، وتُكسى الفواحش بثياب “الحرية”، وتُزخرف المنكرات بلغة “الحداثة” و”التمدن”، حتى انخدع بها بعض أبناء الأمة، فتبنّوها بلا وعي، أو رددوها بلا فهم.

لقد أصبحت المصطلحات من أهم أدوات الصراع الحضاري بين الإسلام والأنظمة الفكرية الوافدة، مما يحتم علينا الوقوف عندها، كشفًا لحقيقتها، وتحذيرًا من خطورتها، وبيانًا لمضامينها المتناقضة مع الدين والفطرة والعقل.

من هنا، جاءت هذه السلسلة لتكون:

  • مرصدًا لغربلة المصطلحات.
  • وعيًا فكريًا يميز بين الحق والباطل.
  • دعوة لإعادة بناء الخطاب الإسلامي بلغة صادقة دقيقة (مصطلح إسلامي).
  • خطوة في مواجهة التزييف اللغوي والفكري الذي يُراد له أن يكون بديلاً عن الوحي والهدى.

ما الهدف من هذه السلسلة؟

  • كشف حقيقة المصطلحات الغربية الدخيلة التي تُستخدم كأدوات لهدم الدين وتزييف الوعي.
  • تحصين المسلمين ضد التضليل اللفظي الذي يروج باسم “الحرية” و”الإنسانية” و”الحداثة”.
  • إحياء المصطلحات الإسلامية الأصيلة وإعادة الاعتبار لها.
  • تقديم مادة علمية يمكن الاستفادة منها في الخطاب الدعوي، والإعلامي، والتربوي.
  • تمكين الدعاة والمربين والمفكرين من أدوات المواجهة الفكرية.

ما المقصود بـ”حرب المصطلحات”؟

حرب المصطلحات: هي التلاعب اللفظي الذي يُراد به تمرير أفكار معينة، أو إخفاء حقيقتها، من خلال تغيير أسمائها أو تغليفها بألفاظ تخدع السامع.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: (والألفاظ المجملة المتشابهة من أعظم أسباب ضلال بني آدم). وقال الغزالي: (المصطلحات إذا لم تُضبط، كانت أداة تلبيس، لا وسيلة تبليغ).

لماذا نحذر من المصطلحات الخادعة؟

  • لأنها تُغيّب الحقيقة، وتطمس المعنى، وتُروّج للباطل بلغة الحق.
  • لأنها تُستعمل في هدم الثوابت، وتزييف الهوية، وإسقاط القيم.
  • لأنها تُستخدم كأداة لتمرير أجندات خفية، سواء في الاقتصاد، أو التربية، أو السياسة، أو الدين.
  • لأن المعركة اليوم فكرية ولغوية، ومن لا يملك لغته ومصطلحاته، سيتحدث بلغة عدوه، ويدافع عن أفكاره دون أن يدري.

ما منهجنا في هذه السلسلة؟

  • عرض المصطلح كما يروج له الغرب أو الليبراليون أو التغريبيون.
  • كشف حقيقته الشرعية أو العقلية أو الواقعية.
  • ذكر البديل الإسلامي الأصيل، إن وجد.
  • بيان خطر استخدام المصطلح المغلوط في الخطاب اليومي والإعلامي والتربوي.
  • ذكر أقوال العلماء أو المفكرين المحذرين من هذا التزييف.
  • ربطه بالأثر الواقعي على الفرد والمجتمع.

كيف نستفيد من هذه السلسلة؟

  • يمكن استخدامها كمرجع للباحثين في قضايا الفكر والدعوة.
  • دعم الخطباء والدعاة بمادة قوية توضح اللبس في المصطلحات.
  • إعداد دورات تربوية وفكرية للشباب والفتيات.
  • إدخالها ضمن مناهج “الوعي الفكري” في المدارس والمعاهد.
  • استخدامها في تفكيك الخطاب الإعلامي والتعليمي الذي يمرر هذه المصطلحات.

ثمار متوقعة من هذه السلسلة:

  • رفع مستوى الوعي اللغوي والفكري لدى المسلمين.
  • إعادة الاعتبار للغة القرآن ومصطلحات الشريعة.
  • مواجهة مشاريع التغريب والتذويب الثقافي.
  • صناعة جيل يميز بين المصطلح الإسلامي والمصطلح الدخيل.
  • المساهمة في بناء معجم إسلامي بديل للمصطلحات المزيفة.

دعوة للمشاركة:

نحن بحاجة إليكم، إلى مشاركتكم، إلى ملاحظاتكم، إلى المصطلحات التي تستفز عقولكم وتثير في قلوبكم القلق.
فما ترونه اليوم في الإعلام، أو في المناهج، أو في الخطابات الناعمة، مما يُلبّس على الناس دينهم، أرسلوا لنا نماذجه، لنفككه معًا.

قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهّم أهل الباطل أنهم على حق). وقال الإمام الشافعي: (من لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه). وقال حبيبنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم-:؛«ينبغى للعاقل ان يكون عارف بزمانه».

نسأل الله أن يجعل هذه السلسلة خالصة لوجهه الكريم، وأن يبارك في جهود كل من ساهم في نشر الحق، والدفاع عن الإسلام، وتبصير الأمة. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة