جهاد القلم

|

لا يقِلُّ جهاد القلم عن جهاد السِّلاح وإن ظننت عكس ذلك؛ فدعني أكشف لك عن الجوهر الكامن في كليهما!

إنَّ أعداء الإسلام منذ أن خرج عليهم رجُلٌ عظيمٌ اسمه مُحمدٌ بن عبد اللّٰه صلوات ربي وسلامه عليه، وقال لهم: قد جاءني وحيٌ من السماء يأمركم بأن تشهدوا أن لا إله إلا اللّٰه، وأنِّي رسوله المبعُوث فيكم.
لا تكمنُ معاداتهم لهذا الدِّين بالحرب الخشنة فقط؛ ولا يكتفون بالقتال والجور على حملتِهِ.

إنَّما لهم أوتارٌ يعزِفون عليها، وأساليب ووسائل أُخرى يسحلون بها العقول، وتاللّٰه لهي أشدُّ فتكًا وضررًا من الأسلحةِ المُتفجِّرةِ تلك!

فبسجال الميدان، يُعرَفُ العدوُّ وتُستبَانُ أساليبه وحيله، بخلاف تلك الحروب المُستترة عن السَّاحات، التي لا يُدرِك وجودها الكثير، فتُؤثِّرُ ولا يُؤثَّرُ بها، وتَفتِن ولا تُجابه بالمنع، هل يستطيع المرءُ أن يصُدَّ ما لا يراه؟

فتراهم يدُّسون لنا السُّموم بالعسل، ويغرِسون في أفكارنا ما يُريدون، ويُعرُّوننا ممَّا يهابون أن نتسلح به، وهنا كانت عقدةُ الخللِ، ومنها سيكون مُنطلقُ الأملِ، إن أدركنا حقيقة ما ينسجونه من الخُبث.
فما بعد الإبصار والإدراك إلا التَّحرك والانتفاضة.

إنَّ أعداءَ هذا الدِّين قد أدركوا مُبكِرًا أنَّ الغزوَ الفكريِّ لا يقِلُّ تأثيرهُ عن غزوِ الأرضِ، وذلك أقل تكلفة بطبيعة الحال، لذلك بدأوا ومنذ زمنٍ بعيد، منذ أن سطعت عليهم شمسُ الإسلامِ وبددت بنوره ظُلماتهم، بإعداد الخُطط المُفسدة والأفكار المُبلية، وراحوا يبثُّون شبهاتهم في كل مكانٍ وزمانٍ، ويفجِّرون ينابيع من الشهوات التي لا يسلمُ منها إلَّا من رحمه اللّٰه..

إذن، فنحن -ولا بُدَّ- نحتاج إلى جهاد القلم وآخر بالسِّلاح، ولا يُغني أحدهما عن الآخر؛ فكلٌّ يخطُّ أثرهُ في ثغره..
إنَّ الأُمَّة اليوم فيها ثغورٌ كثيرةٌ تحتاج إلى أن تُملأ ويُوفَّى بواجبها على أكمل وجه

فقوموا يا أبناء الإسلام إلى الثغور، واوفوا بالحقوق وارفعوا راية دينكم، واصدحوا بها في الآفاق. وإيَّاكم يا إخواني أن تستقِلُّوا بأيِّ ثغرٍ يُقيمُكم اللّٰهُ عليه، فكلٌّ له دورهُ وأثرُه، وكلٌّ بحسبهِ، ولا تُكلَّف إلَّا نفسك..

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة