حين يكرهك العالم لأنك دينك الإسلام

|

لا يكفُّ بعضُ غيرِ المسلمين، سواءً أكانوا عربًا أم عجمًا، عن التصريحِ لي مباشرةً، عبرَ التعليقاتِ في صفحتي (وغالبًا أحذفها إن احتوت شتائمَ فاحشة)، أو عبرَ صفحاتٍ أخرى، بعباراتٍ مثل: «الإسلام عدوُّ العالم»، أو «موتوا أيها المسلمون»، أو «المسلمون هم السبب، سنقتلكم».

ويُدهشُني أنهم يخاصمون الإسلامَ تحديدًا، ولا يوجّهون هذا العداءَ إلى أيِّ دينٍ سماويٍّ أو وثنيٍّ آخر! مع أن جميعَ أتباعِ الأديان، على اختلافها، يعتقدون أن الجنةَ لهم وحدهم، وأن دينهم وحده الحق. بل إن الأديانَ السماويةَ جميعها تتضمّن مفهومَ الجهادِ أو الغزو، وفيها إنكارٌ صريحٌ لمعاصٍ كـالزنى والشذوذ وغيرهما.

ولا يهمّني الآن أن أفصّلَ ضوابطَ الجهادِ في الإسلام، أو أن أشرحَ الحدودَ والتعزيرَ، لكن ما أودُّ قوله: إنهم كانوا صادقين حين قالوا لنا: «سيكرهك العالم لأنك مسلم، وسيقتلكم لأنكم مسلمون، إنهم يخافون من الإسلام والمسلمين.» وكانوا يردّدون: «لن يتركك العالم وشأنك، إلا إن تخلّيت عن دينك، أو صرت مسلمًا كما يريدون هم.»

يومها ابتسمتُ بسخريةٍ، إذ كنت أرى أن فكرةَ معاداةِ العالم كُلِّهِ، بمختلفِ انتماءاته من ملحدين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وغيرهم، لنا نحن المسلمين تحديدًا ولأجلِ الدين وحده، لا لأجلِ مطامعَ أخرى كالنّفط والغاز، هي مبالغة. لكنني الآن أوقنُ أن قولهم كان في موضعه.

ولا أعمّم، فليس كلُّ غيرِ مسلم يتبنّى هذه النظرةَ العدائية. لكن لا تزال القوىُ العظمى في العالم تُصرّحُ علنًا بأنها تريد القضاءَ على الإسلام والمسلمين. وهذا ليس كلامي أنا، بل كلامُهم هم!

لكن ما لا يفهمونه، أنهم كلما أطلقوا صواريخِهم على أطفالنا، وكلما أغرقوا أرضنا بدمائنا، ازددنا حبًّا لديننا، وتمسّكًا بعقيدتنا. نحن لا ننكسر. نحن ننهضُ من تحت الركام، كما ينهضُ الوردُ من بين الشوكِ، وكما يخرجُ النورُ من رحمِ الظلام.

أما هم، فإنهم بسعارِهم الأهوجِ، يصنعون بأيديهم جيلًا جديدًا، إما أكثر إيمانًا وتمسّكًا، أو أكثر غضبًا وتطرّفًا، ولن يجدوا حينها إلا نارًا أشعلوها بأنفسهم.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة