أما عن قلبك، ففيه شهوة وحب وميل نحو أشياء قد تكون مستحبة أو محرمة.
أما المستحبة؛ فمعروفة، كحبك لفعل أشياء يحبها الله ورسوله.
أما المحرمة، فما أكثرها وازدحامها على القلب، كدخولك في علاقة محرمة، والحديث مع الأجانب خُفيةً من الأهل، وعدم تفعيل الرقابة الإلهية ومنزلة الإحسان التي تجعلك تفعلين ما تفعلين وأنت مستحضرة بأن الله يراك ويسمعك، ويرى تقلبك ومنقلبك وسرك وعلانيتك، أو ارتداء ملبس فيه تبرج أو سفور أو غير محتشم.
أو يطرأ على قلبك مرض من أمراضه، كالحسد والكِبر والنميمة والغيبة والكلام بأعراض الناس، وتظنين بأن الخلل فيهم لذلك تتحدثين عنهم بسوء، وتظنين بنفسك خيرًا، وهو ربما يكون العكس تمامًا.
ولا تحاولي إصلاح مرض واحد، ناهيك عن الأمراض الأخرى التي في قلبك ولا تبصرينها! تذكري بأن القلوب فيها أمراض كثيرة، وتحتاج إلى معالجة يومية، والصبر عليها بالمعالجة التدريجية، في الدعاء والاستعانة بالله.
هناك أدعية كثيرة، سأذكر منها شيئًا يسيرًا:
“اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم اسلل سخائم قلوبنا، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا لطاعتك”
هذه الأدعية لها أثر عظيم لمن قرأها باستمرار مستحضرة قلبها، وكذلك قراءة القرآن بتدبر، والتصدق عن كل ذنب أصبتيه، والانشغال بالعلم والنفس والسمو بها في طلب العلم؛ فإنك إن لم تعرفي العلم، لا تعرفين مرضك، ولا تستطيعين معالجته.
تذكري دائمًا محاسبة نفسك عندما تخطر لك خاطرة سيئة تؤذي من حولك وتفسد قلبك وعلاقتك مع ربك، وتذكري بأن قلبك هو محل نظر الله؛ فاحرصي على تنظيفه وتنقيته وتخليته كل يوم بالمحاسبة والندم والاستغفار والتوبة.
واحرضي كذلك على ألا تزيد النُكت السوداء عليه فيقسوا، فيندرج تحت قوله تعالى:
“كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون”
اجعلي هذه الآيات وأشباهها وأمثالها نصب عينيك وفي حنايا قلبك:
“وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى”
ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا أنّ سلعة الله الجنة؛ فحافظي على قلبك من مفاسده.










