ما يشرع من العمل في الأيام العشر من ذي الحجة

|

الأيام العشر

ما من أيامٍ أعظم عندَ اللهِ ولا أحب إليه العمل فيهنَّ من هذهِ الأيام العشر.

‏قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-:” إذا قام الإنسان بالعمل الصالح في هذا الأيام العشر إحياءً لما أرشد إليه النبي ﷺ من الأعمال الصالحة فإنه على خير عظيم ” [مجموع فتاوىٰ ورسائل(٣٨/٢١)].

فلنستعرض ما الذي يُشرع في هذه الأيام بخصوصه، فنقول: يشرع فيها ذكر، الله لقول الله تعالى:

 ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج:٢٨]

والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة فيكثر فيها من الذكر ومن ذلك: التكبير والتهليل والتحميد، تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

تُكثر من هذا، تقوله في المساجد جهرًا، وفي الأسواق والبيوت، وربما يكون ذكرك هذا في البيوت حرزًا لبيتك من الجن والشياطين؛ لأن الله وصف الشياطين والجن بأنهم: (خناس) يخنسون عند ذكر الله ويختفون ويبعدون.

عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : “أَدْرَكْتُ النَّاسَ وإِنَّهُم لَيُكَبِّرُونَ فِي العَشْرِ ، حَتَّى كُنْتُ أَشَبْهُهُ بِالأَمْوَاج مِنْ كَثْرَتِهَا ، وَيَقُولُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ نَقَصُوا فِي تَرْكِهِم التَّكْبِيرُ” .فَتْحُ البَارِيِّ لابْنِ رَجَبٍ (١١٢/٦)

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

تذكر ذلك في كل وقت، لأن النبي ﷺ كان يذكر الله على كل أحيانه.

ومن ذلك: صيام هذه الأيام العشر ما عدا يوم العيد، فإن النبي ﷺ كان يصومها كما روى ذلك الإمام أحمد وأصحاب السنن عن حفصة بنت عمر بن الخطاب: (أن النبي ﷺ كان لا يدع صيامها) وهذا هو القول الراجح.

وأما حديث عائشة الذي في مسلم: (أن النبي ﷺ كان لا يصوم العشر) فإن العلماء قالوا: إذا تعارض عدلان ثقتان أحدهما مثبت والثاني نافٍ، يقدم المثبت؛ لأن معه زيادة علم.

وقد يكون نفي عائشة  نفي علم لا نفي واقع وبهذا يجمع بين الحديثين.

ثم على فرض أن حديث حفصة غير محفوظ فإن الصيام من أفضل الأعمال فيدخل في قوله:

{ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب الله من هذه الأيام العشر} .

ومما يسن في هذه الأيام الرحيل إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة والحج، وهذا أفضل ما يعمل في هذه الأيام بخصوصه، بمعنى أن الأعمال الخاصة في هذه الأيام أفضلها السير إلى بيت الله لأداء العمرة والحج، فإن الحج نوع من الجهاد في سبيل الله،

سألت عائشة النبي ﷺ: (هل على النساء جهاد؟ قال ﷺ: عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة) .

ويشير إلى هذا قول الله تعالى :

 ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة:١٩٥-١٩٦] .

فعطف إتمام الحج والعمرة على الإنفاق في سبيل الله وهو يشعر بأن الحج نوع من الجهاد في سبيل الله وعلى هذا فإنه يجدر بنا أن نتكلم ولو يسيرًا على الحج والعمرة.

ومما يفعل في هذه الأيام العشر، في آخر يوم منها: التقرب إلى الله بالأضاحي، وهذا يكون لمن لم يحج من المسلمين في بلادهم، أما الحجاج فالمشروع في حقهم الهدي؛ لأن الرسول ﷺ أهدى في حجه ولم يضح، وضحى في المدينة في غير سنة حجه.

قال ابن_الجوزي -رحمه الله- : اعلموا رحمكم الله أن عشركم هذه ليست كعشر وهو تحتوي على فضائل عشر :

  • الأولى : أَن اللَّه عز وجل أقسم بها فقال { وليالٍ عشر } وإذا أقسم العظيم بشيء [عظَّمه ]..
  • الثانية : أنه سماها الأيام المعلومات فقال تعالى : { ويذكروا اسم الله في أيام معلومات  } قال ابن عباس: هي أيام العشر .
  • الثالثة :  أن رسول الله ﷺ شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا .
  • الرابعة : حثه ﷺ على أفعال الخير فيها.
  • الخامسة : أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل.
  • السادسة : أَن فيها يوم التروية.
  • السابعة : أن فيها يوم عرفه وصومه يكفر سنتين.
  • الثامنة : أن فيها ليلة جمع وهي ليلة المزدلفة.
  • التاسعة : أن فيها الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام الخمسة.
  • العاشرة : وقوع الأضحية التي هي علم للملة الإبراهيمية والشريعة المحمدية.

📖 التبصرة لـ ابن الجوزي (١٢٧/٢)

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة