عِش الواقع دون مبالغات

|

مشاهدة المسلسلات والأفلام تجعل الفتاة تبني أحلامًا وردية غير واقعية في شريك الحياة الزوجية.

فهي تتصوره كما تشاهد في المسلسلات:(رومانسيًا، عاطفيًا، مهتمًا بكل تفاصيل حياتها، ليلًا ونهارًا، يتذكر المناسبات الخاصة، ويشعل الشموع، وينفخ البالون، ويزين الدار، ويجلب الهدايا والورد، ويحب المفاجآت!)
لا هم ولا شاغل له في الحياة إلا إرضاءها.

ترفع سقف التوقعات؛ حتى تتفاجأ بعد الزواج بأنه ليس كما صورت لها تلك المسلسلات، والتي تصور اللحظة فقط في رسائل مقصودة وموجهة، دون الاعتبار للواقع، وما يعانيه الطرفين من ضغوط الحياة، والتي تفرض علىٰ كليهما واقعًا مغايرًا تمامًا لما يروه!

علىٰ المسلمة أن تدرك أن ما تبثه المسلسلات من هذه الرسائل الجميلة الرومانسية، ليست هي الحياة الطبيعية، ولتعلم أن الحياة لا تخلو من النقيضين، ولا بد من أسود وأبيض، سعادة وحزن، نكد، ومشاكل، وتفاهم، وهكذا تستمر العشرة بينهما، يُجملها الصبر والرحمة ببعضهما، ولتستمر أي علاقة بالحياة لا بد من التغافل عن السلبيات، والكثير من الرضا، والاحترام، والاهتمام. 

أخيرًا:

ولأن الحياة الزوجية علىٰ أرض الواقع ليست بتلك المثالية التي تصورها الأفلام والمسلسلات، خاصة علىٰ المدىٰ الطويل، ولأننا بشر؛ فلا بد من وجود النقص، مهما أظهرنا للآخرين أننا مثاليين، إلا أننا لمن يعاشرنا لا نخلوا من السلبيات، ولأننا بشر؛ ففي كل واحد منا شيءٌ يزعجه، أو أمرٌ لا يحبه في نفسه لا يظهره للآخرين، فسبحان من له الكمال وحده!

لذلك كانت المسلسلات ولا تزال وبالًا علىٰ بيوت المسلمين، ومن أهم الأسباب لإفساد العلاقات، وتَقَطُّع أواصِر الود بين أفراد البيت الواحد،
هذه المسلسلات ورم، لا حل له إلا البتر!

توصيات لمن يسعىٰ للتخلص منها:

  1. “استعن بالله ولا تعجز”، بداية التوفيق هو استشعارك فقرك إلىٰ الله والحاجة لعونه، وأنك لا شيء دونه.
  2. “أفلح إن صدق”، كُن صادقً في تركها لله، واسأل الله الصدق في ذلك؛ فإذا علم الله صدقك؛ أعانك، حاشاه أن يترك عبدًا رغب بما عنده ويسعى لرضاه.
    “ومن تقرب مني شبرًا، تقربت إليه ذراعًا”
  3. “الندم” على ما فات من متابعات وتضييع الأوقات واستغفار الله؛ فهو من أهم شروط التوبة.
  4. الابتعاد عنها وعن أسبابها: من أصحاب يشجعونك عليها، وأماكن تساعد في متابعتها، وقنوات تنشر أخبارها، ولا تنسىٰ احتساب الأجر عند الله في كل مشقة ستجدها، وعند الله لا يضيع مثقال حبة من خردل.
  5. العزم علىٰ عدم العودة إليها.
  6. رسم وإعداد برنامج لمشاغلك اليومية، وملء أوقات الفراغ والانشغال بما ينفع، من هوايات مباحة، وأمور تنفع المسلم في دينه ودنياه، كحفظ القرءان والحديث، أو مطالعة كتاب نافع، وقراءة القصص التاريخية الحقيقية، أو بودكاست (خالي من المحرمات) فيه منفعة دينية أو دنيوية، أو مشاهدة أفلام وثائقية نافعة، تعلم طبخة وما يخص المرأة المسلمة بالنسبة للنساء.
  7. إحاطة النفس بصحبة صالحة تكره هذه الأمور وتتجنبها، وتذكرك بالله تعالىٰ، وتخوفك من معصيته، وتعينك علىٰ الطاعات المكفرة للسيئات.
  8. الدعاء بأن يعينك الله علىٰ تركها، ويملأ قلبك بحبه؛ حتى لا يكون فيه سعة للتفاهات والمحرمات.
  9. ازجر نفسك كلما راودتك عن ذالك، وتذكر أن هذا هدر لحياتك وكذب تعيش عليع، واستغفال من ممثلين كل مرة يمثلون علينا شيئًا جديدًا لكسب المال علىٰ حساب وعيك ووقتك ومعالي الأمور، وهدفهم الأكبر أن يفتنوك في دينك ودنياك.
  10. أكثر من الاستغفار، والذكر، والحوقلة، ولا تدع في يومك وقتًا خاليًا من المهام النافعة.

وقبل كل شيء: أحسنوا التوكل علىٰ الله، واستعينوا به، وأبشروا بكل خير.

خِتامًا..

كانت هذه دعوة لمُقاطعة المسلسلات في رمضان وغيره، رأينا حَجمَ الشر الذي خلَّفه ذلك الرِجس، ومقدار الفساد الذي استشرىٰ في الأمة علىٰ إثره، ولا تخطئه عين بصير..
لم نشأ أن نلعن الظلام، أخذنا علىٰ عاتقنا، وقطعنا علىٰ أنفسنا عهودًا أمام الله -عز وجل- أن نُشعل لأمتنا الشُموع..
نحاول أن نضيء طريق أمتنا دامس الظلام، ببعض قناديل الحق، كما أعان ربنا -عز وجل- ووفق.
آمنَّا أن علينا الآذان، وعلىٰ الله -إن شاء سبحانه وبحمده- البلاغ.
فكان ما يسره الله لنا.
كان هذا جهد المُقِل؛ معذرة إلىٰ الله -عز وجل-، وخوفًا علىٰ كل مسلم ومسلمة.

هذه البداية منا لكم، ولتكن بداية لغيركم عن طريقكم.

فلا يقف هذا الخير عندكم، بل ساهموا بنشره؛ لعل الله أن يوقظ بكم مَن طال سُباته؛ فيتيقظ غافلٌ مخدوعٌ بها، ويستدرك لما بقي من عمره الثمين ورأس ماله.

فكونوا هداةً، مهتديين، واسألوا الله بصدقٍ ذلك.

فاللهم إخلاصًا بما قدمنا، يتبعه قبولًا من عندك، ءامين، ءامين!

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة