الغزو الفكري والثقافي

|

الغزو الفكري والثقافي:

بسم الله، والصلاة والسلام علىٰ رسول الله -ﷺ- أما بعد؛ فإنَّ خيرَ الحديث كتاب الله، وخيرَ الهُدَىٰ هُدَىٰ محمد -ﷺ-، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكل محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
 
يقول ربنا -تبارك وتعالىٰ -عن الكفَّار عمومًا: ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]

ويقول عن كفرة أهل الكتاب خصوصًا: ﴿ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]

فأخبر الله -سبحانه وتعالىٰ- أنَّ سُنته القدرية الباقية -التي لا تتخلَّف إلىٰ قيام الساعة- عداوةُ الكفار لهذا الدِّين ولأتباعه، ولن تزول هذه العداوةُ حتىٰ ينسلخ المسلمون من دِينهم؛ فالكفَّار -علىٰ اختلاف مشاربهم- جادُّون في العمل علىٰ طَمْس هذا الدِّين ما استطاعوا؛ ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].
 
وقد جرَّبوا غزوَ بلاد المسلمين بالجيوش الجرَّارة؛ فأدركوا أنها لا تُحقِّق لهم ما يريدون، حتىٰ لو احتلُّوا بلادَ المسلمين فترة من الزمن؛ فإنهم قد طُرِدوا منها شرَّ طردة في نهاية المطاف، حتىٰ حينما يجازف قائدٌ أرعن من قادة الصليبية باحتلال بلاد المسلمين؛ تكون خسائرُه أكثرَ من مكاسبه، فدمَّر -بمجازفته- قوةَ بلاده الاقتصادية، والسياسية، ومكانتها العالمية.
 
أمام هذه الحقيقة -وهي-: أنَّ الجيوش الجرَّارة لا يمكن أن تغيِّر معتقداتِ المسلمين، أو تَصْرِفَهُم عن دِينهم، أوتُحَوِّلَ ولاءهم للغرب النصراني- في ظلِّ هذا الوضع؛ لجأ الغربُ إلىٰ غزوٍ آخرَ -أقلَّ تكلفةً، وأكثر تأثيرًا-؛ ألاَ وهو: “الغزو الفكري لبلاد المسلمين”؛

فعمل جاهدًا علىٰ تغيير قناعات بعض المسلمين بطرق متعدِّدة؛ عن طريق:

(الكلمة، المؤتمر، الكتاب، الصحيفة، القناة، الفيلم، الإنمي، والمانجا)، وعن طريق التعليم عبرَ البعثات الدراسيَّة لبلاد الغرْب، أو فتْح مدارس وجامعات في بعض البلاد الإسلامية؛ لتخرِّج طلاَّبًا وطالبات يحملون أفكارَه.

1- الانبهار بلغة القوم، وتسمية الحسابات بها، والسعي الجاد لتعلمها، ومعظم ذلك بسبب الأنمي:

يقول العلماء: “التحدث بغير العربية لغير ضرورة؛ نفاق، أو مدعاة للنفاق”، وللأسف هذا يكون من مظاهر الهزيمة؛ تجد حتىٰ ملابس الأولاد عليها كلمات بالإنجليزية، وهذا بكل أسف من طبائع الأمم المهزومة (أن تقلد الأمم المنتصرة)؛ حتىٰ صار الحرف باللغة الإنجليزية -أو باللغات الأجنبية عمومًا-؛ حرفًا مقدسًا، له هيبة، وله احترام.

شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه- في كتاب: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) عقد فصلًا نفيسًا في هذا الأمر -التحدث بغير العربية في غير ضرورة نفاق-، هكذا كان يقول السلف، أو هو باب وطريق للنفاق، أو -علىٰ الأقل- لضعف الإيمان في القلب.

لأجل هذا؛ نحن ندعو المسلمين للاعتزاز بدينهم، والاعتزاز بلغتهم، ولعل فرج الله -عز وجل- ونصره يكون قريبًا كلما التزمنا أمر الله -تبارك وتعالىٰ- وغَيَّرْنا ما بأنفسنا من المخالفات؛ فيغيّر الله -عز وجل- ما في بلادنا من المصائب والكوارث.

2- تعلم الدبلجة الصوتية لأعمال الأنمي بالعربي، أو محاكاة اللغة الأصلية:

وأما محاكاتها لصوت الرجال أو لأصوات الحيوانات؛ فالظاهر أنه لا يجوز.
قال الشيخ ابن عثيمين في (لقاء الباب المفتوح): “لا يجوز للإنسان أن يقوم بدور تمثيل امرأة، هذا حرام؛ لأنه إذا فعل ذلك فقد شابه النساء، وقد لعن النبي -صلىٰ الله عليه وعلىْ آله وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء؛ وكذلك أيضاً لا يجوز أن يمثل دور الحيوان، مثل أن ينبح نباح الكلب، أو ينهق نهيق الحمير، أو ما أشبه ذلك؛ لأن الله تعالىٰ لم يذكر مشابهة الحيوان إلا في مقام الذم، قال الله تعالىٰ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا…} إلىٰ قوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف:176]

وقول النبي -صلىٰ الله عليه وعلىٰ آله وسلم-: “العائد في هبته؛ كالكلب؛ يقيء ثم يعود في قيئه”

وقال الله تعالىٰ: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5]
وقال تعالىٰ: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر:50-51]

وقال النبي -صلىٰ الله عليه وعلىٰ آله وسلم-: “الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب؛ كمثل الحمار يحمل أسفارًا”
وقال النبي -صلىٰ الله عليه وعلى آله وسلم-: “اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم يديه انبساط الكلب”؛ فتجد أن التشبيه بالحيوان -كله- في مقام الذم، ولا ينبغي للآدمي أن ينزل نفسه منزلة الذم!

3- السعى لتعلم رسم المانجا، والمنافسة في المسابقات العالمية الخاصة بها:

هذه الرسوم الجنسية مضادة للتربية الإسلامية من كل وجه؛ فالوالدان مأموران بتعليم أولادهما الصلاة وهم أبناء سبع، وبالتفريق بينهم في المضاجع وهم أبناء عشر؛ بحسن النصح لهم، ودلالتهم علىٰ الخير، وتحذيرهم من السوء والشر؛ فأين هذا من تمكينهم من النظر إلىٰ الأفلام الجنسية، وما فيها من تقبيلٍ، وكشفٍ للعورات، وفعلٍ للمنكرات؟
كيف سيتربىٰ الابن علىٰ العفاف، وكيف ستعرف البنت الحياء؛ وهما يشاهدان ما يُتلف السلوك وتشيب منه الرؤوس؟

فإن أثر هذه الأفلام سيء للغاية، وإن صُوَرَه لتنطبع في أذهان الأطفال؛ حتىٰ لا تكاد تُمحىٰ، وإن الكبار قد افتتنوا بها كثيرًا، حتىٰ ظن بعضهم جواز رؤية هذه الأفلام؛ لأجل تهييج شهوته علىٰ امرأته!
يرىٰ أن ذلك جائز ولا حرج فيه، وهو يؤكد صحة ما ذكرناه من تأثيرها البالغ حتىٰ علىٰ الكبار!

لا يشك عاقل أن مشاهدة هذه الرسوم- جريمة في حق الإنسان مع نفسه، وجريمة في حق أولاده إن مكَّنهم من مشاهدتها، ومثل هذا لا تأتي الشريعة بإباحته، بل هي سبَّاقة للتحذير منه، وتحريمه، والقضاء عليه، ومما يدل علىٰ هذا المنع والتحريم لمشاهدتها:

1-قوله تعالىٰ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ / وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ…}
[النور: 30/31]

ولا فرق بين مشاهدة المرأة الأجنبية علىٰ أصل خلقتها، أو علىٰ صورة ثابتة، أو متحركة، أو كانت رسومًا يدوية؛ فكيف إذا كان المشاهَد هو عورات! ومشاهد جنسية مثيرة!

2- قوله تعالىٰ: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]

فالبصر يشاهِد ما حرَّم الله مما تحتويه تلك المشاهد الفاضحة، والسمع يصل إليه من الموسيقىٰ، والكلام الفاحش المحرَّم؛ ما يجعل صاحبهما مسئولًا عن ذلك يوم القيامة؛ لتفريطه في نِعَم الله عليه، ولسماعه ومشاهدته ما حرَّم الله عليه!

3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلىٰ الله عليه وسلم-: «لاَ تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا؛ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا» [البخاري: 4942]
فإذا كان مجرد الوصف -الذي يصاحبه تخيل من الرجل للأجنبية- لا يحل؛ فأولىٰ بالمنع إن كان ذلك مشاهَدًا بالصوت والصورة، ولو رسمًا؛ فإنه أبلغ من مجرد الخيال، فيكون أولىٰ بالمنع.

لذلك فنحن لا نتردد في القول بحرمة صنع هذه الأفلام الكرتونية الجنسية (الإنمي، المانجا)، وحرمة استيرادها، وحرمة بيعها وشرائها، وحرمة مشاهدتها، ونرىٰ أن الوالديْن الذيْن يمكِّنان أولادهما من مشاهدتها- آثمان، مفرِّطان فيما استرعاهم الله من رعية!

ويجب علىٰ كل من ملك القرار، وولاَّه الله السلطة؛ أن يضرب بيدٍ من حديدٍ كلَّ عابثٍ بأخلاق المسلمين، وأن لا يسمح بمثل هذه الأفلام، وإلا كان شريكًا في الإثم.

فإنه من المعلوم أن العبرة بما تثمره مشاهدة تلك الصور، ولا يُنكر عاقل أن لتلك الرسوم أثرًا سلبيًّا في تحريك الشهوة وإثارتها؛ لما صار من التقدم الكبير في رسمها وطريقة إخراجها، ومثل هذه الصور المثيرة؛ لا يجيزها علماء التربية والسلوك؛ لما لها من أثر سيء؛ فالأولىٰ أن يمنعها علماء الإسلام، ولا فرق بين أن تكون تلك الرسوم في ألعاب إلكترونية، أو علىٰ صفحات الجرائد والمجلات، أو تُعرَض بالطريقة التقليدية القديمة.

وفيما يلي نقد لبعض المظاهر الواقعية لهذا الغزو:

-لماذا يجب عليك أن تتوقف عن وصف نفسك بالأوتاكو؟

بدايةً أوتاكو (おたく، お宅)

في اللغة اليابانية تعني: حرفيًا “البيت أو بيتك”.

أما اصطلاحًا: فيطلقها اليابانيّون على كل شخص مهووس بالأنمي والمانغا أو ألعاب الفيديو.
وتستخدم للذّمّ، تصنيفًا للشّخص الذي لايفعل شيئًا في حياته، سوى العُكوف على تلك المُلهيات وما يتعلق بها!

ولكن المفارقة أنّ معظم الشّباب المسلم الذين ينعتون أنفسهم بهذا اللقب؛ يدرسون، ويكوّنون الصداقات، والجماعات والجيوش المحبّة تحت اسم: “أوتاكو”!

في حين أنّ المعنى الأصلي للمصطلح يدعو للعُزلة والعكوف وحيدًا، وليس تكوين جماعات وصداقات!

فلماذا تنتسب لجماعة لاتشبهك ولاتعبر عن أسلوب عيشك، وليس هو بأسلوب حياة ترتضيه؟!

وإن فعلته لفترة؛ وجرّدت إنسانيتك من أُنسها بمن حولها، صرخت بعدها قائلًا: أنقذوني..
أنا مصابٌ بالاكتئاب، ولا أجد طعمًا للحياة!

لاحظ، وتبصَّر!
أنت في حالين شديدين:
فإن لم تكُ “أوتاكو حقيقيًّا” وتصف نفسك بتلك الصفة، فهذه تبعية مذمومة خانقة، حتى نفسك ترفضها ولا ترتضيها وحالك هذه؛ بلية وفتنة عظيمة، وحُقَّ لك الاستيقاظ والخروج منها.

وقد حذرك منها النبي ﷺ فقال:
” لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ “. قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : ” فَمَنْ ؟ “. البخاري

فلماذا تريد جحر الضب الخانق والكون واسع؟
وإذا كنت مدمنًا مهووسًا، وحياتك تتمحور حول الأنمي والمانغا أو ألعاب الفيديو ؛ فمصابك بنفسك عظيم، بادر بالخلاص
فعد إلى رشدك، وانتمي لأمتك ولدينك؛
الدّين الذي ارتضاه الله لك، ووهبك جماعة وأمّة من خير الأمم التي أخرجت للناس ، فالمرء يحشر مع من أحب كما قال النبي ﷺ.
وخير من تحشر معه نبيك ومن تبعه من أمته بإحسان إلى يوم الدين، فذلك الأمن والأمان.

ولا تتبع الشّيطان وحزبه، ولا تتبع من لا حظّ لهم في الآخرة، فما نهاية طريقهم إلا البوار.
واسمع لما ورد عن نبيك ﷺ في مسند أحمد:
قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ : ” هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا “. قَالَ : ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ : ” هَذِهِ السُّبُلُ، وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ “. ثُمَّ قَرَأَ : ” { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ } “.

-(زوج/زوجة) بمعايير الأنمي:

انتشر مؤخرًا -وبكثرة- اسمُ شخصيّةٍ في الأنمي، أصبحت لدى النّاس مضربًا في الوفاء والإخلاص لزوجها البطل -كما يقولون-!

ومما يدعو للتبصّر في هذا الأمر؛ ما كتبه أحدهم، أنه يريد أن تكون مواصفات زوجته المستقبلية كمواصفات تلك الشخصية الخيالية!

راعَنا هذا الأمر! وفتّت قلوبنا ما وصل الحال إليه، ولا ندري ماذا عسانا نقول؟

نضحك تارةً، ونبكي لهذه التفاهات تارةً أخرى، حزنًا على ما آل إليه الحال، وكما قيل: “شرّ البليّة ما يُضحك!”

إنّ انتشار مثل هذه الأفكار؛ يعكس لك ما وصل إليه حال متابعي الأنمي -أو عبيدها بالأحرى! -؛ حيث وصل الحال بهم إلى رسم صورة الحياة الزوجية، واختيار من سيكون للنفس سكنًا وطمأنينةً؛ بناءً على شخصيات خياليّة، لا وجود لها البتّة!

أمرٌ جللٌ، ويستحقّ منّا وقفاتٍ ووقفات!

هل يا ترى عُدمت القدوات في هذه الأمة العظيمة؛ لتكون القدوات لأبنائها شخصياتٍ خياليةٍ مستوردة من الكفار؟؟

إنّ هذا التفكير يعكس لك مدى بُعد هذه النفوس عن القدوات في تاريخهم العظيم المليء بالنساء الصالحات، اللاتي ضربن أروع الأمثلة بالوفاء لأزواجهن، ومساندتهم رغم الصعاب.

أمثالهم لم يقرؤون أو يسمعون عن أمنا خديجة -رضي الله عنها- التي ساندت الحبيب -صلوات الله وسلامه عليه- حين كذّبه الناس وراموا قتله؛ فلم ينساها حتى بعد موتها؛ لوفائها وعظيم أثرها فيه!

لم يسمعوا عن زينب ابنة رسول الله ﷺ، الوفية، التي أجارت زوجها الكافر حينذاك؛ فسلّمه الله من القتل، وكانت سببًا في إسلامه!

لم يقرؤوا عن ذات النطاقين، وهي تمزّق نطاقها؛ لتشدّ به زاد أبيها وصاحبه -عليه الصلاة والسلام-؛ وفاءً وحبًا لدينها ولهم!

وغيرهن كثير، لو أردنا الإسهاب في الحديث عنهن؛ حتمًا ستجفّ هذي الأقلام، وستنبري؛ إجلالًا لهن!

ثم بعد هذا؛ يريد “زوجةً” كتلك الشخصية الخيالية المستوردة؛ لقلّة علمه بما لديه من قدوات؛ حُقّ لهنّ أن يَكُنَّ مقياسًا للنساء الصالحات.

فلا تعجب عندما ترى مسوخًا يُسمَّوْن مسلمين، والإسلام منهم براء؛ وهم يخرجون من البيوت التي تبنى علىٰ مثل هذا!!

ألا فلتستفقْ من سكرتك؛ فاليوم مواصفات زوجة، وغدًا سيصل بك الاقتداء بهم لطقوس العبادة والكفر بالله! -أعاذنا الله-

إنّ الأمرَ جللٌ؛ فلا تستهِنْ به.

-(خيط القدر الأحمر أو خيط الزواج الأحمر، باليابانية: 運命の赤い糸):

مُعتقد من شرق آسيا، مصدره أسطورة صينية، وفقًا لهذه الأسطورة؛ تقوم الآلهة بربط خيطٍ غير مرئي حول رقبة من يقدَّر لهم أن يلتقوا في ظروف معينة، أو مساعدة بعضهم البعض بطريقة معينة.

الإله المسؤول عن خيط القدر الأحمر يُدعىٰ يوي لاو (月下老人 – Yuè Lǎo)، وهو المسؤول عن ارتباط الأشخاص.

الشخصان المرتبطان بالخيط الأحمر مقدر لهما أن يكونا حبيبين، بغض النظر عن المكان، أو الزمان، أو الظروف..

قد يتشابك الخيط السحري، أو يتمدد، ولكنه لا ينقطع، وفي الثقافة اليابانية الخيط يكون مربوطًا بإصبع الخنصر.

يحتفي المسلمون المهتمين بالثقافات الآسيوية بمثل هذه المعلومة، وخاصة عند ظهورها في أعمال الأنمي، بل ولا مانع عند البعض من تجربتها، أو علىٰ الأقل وضع صورها؛ دليلًا علىٰ المحبة وقوة الروابط!

وعلىٰ المسلم أن يكون فطنًا وقافًا؛ ينتبه لما يمس عقيدته ولا يتجاوزه، قال ﷺ: «من تعلق تميمة؛ فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة؛ فلا ودع الله له”، وفي رواية: “من تعلق تميمة فقد أشرك”.
وهذا الخيط هو من التمائم الشركية؛ فلا يجوز الاعتقاد بنفعيته، أو ضرره، ولا المساعدة في الترويج لفكرته، ولو كان بدون اعتقاد؛ عن طريق وضع مثل هذه الصور في حسابات التواصل وغيرها، ومتابعة الأعمال التي تتبنىٰ الفكرة وكأنها حق؛ فكل ذلك لا يجوز.

-(الين واليانغ):

يرتبط (الين-yin) و(اليانغ-yang) بتفسير نشأة الكون؛ بعد ذلك تم دمجها في الفلسفة الطاوية، حيث يزعمون أن الطاو كان هو الأبدي الأول، ثم تولد منه (الين) و(اليانغ)، وأصبح رمزا لهم.
 
وهي ذات تعلق واضح بالاعتقاد، مما لا يمكن تجاهله أو إغفاله؛ فهي صورة واضحة من صور الإلحاد وإنكار الإله.
 
إن بداية الوجود -بناءً على هذه الفلسفة- ناتج من العدم، ومتولد من كتلة غامضة (دون وعي منها أو إرادة)؛ في نظرية تشبه -كثيرًا- نظرية الفيض عند فلاسفة اليونان، ومن تبعهم من فلاسفة العرب.

وهذا الرمز أشد حرمة من الصليب؛ لأن الطاوية تجعل كل شيء -مهما حَقُر- هو ذات الإله؛ تعالىٰ الله عن قولهم علوًا كبيرًا!

-(ثقافة الكاواي):

قبل الحديث في صلب الموضوع- علينا التعريج علىٰ بعض الأمور الخاصة بالمجتمع الياباني؛ التي ربما لم يعرفها الكثير، نطرحها في النقاط التالية:

  • في عام (٢٠١٦ م)، سجلت اليابان (٢٢ ألف) حالة انتحار، وهو أقل رقم تم توثيقه من حالات الانتحار في عام واحد، منذ عام (١٩٩٤ م)..
    ومعظم هؤلاء ينتحرون من ضغط العمل، وهو ما يعرف بظاهرة “كاروشي”؛ وهي انسحاب الموظف من حياته الاجتماعية، ثم العزلة والاكتئاب؛ فالانتحار!

وهناك ظاهرة أخرىٰ، تسمىٰ بظاهرة “هيكيكوموري”؛ وتعني: الانسحاب المجتمعي للطالب، والعزلة ثم الانتحار.
وحسب الإحصائيات الرسمية- فإن ما يقرب من ٥٤٠ ألف شاب ياباني يعانون من هذه الظاهرة.

  • حسب تقريرٍ للهيئة الوطنية للشرطة، بثته هيئة الإذاعة اليابانية (NTK)- أنه تم تسجيل (٩١٥ ألف) جريمة جنائية في عام (٢٠١٧ م)؛ فهناك جريمة قتل، أو سرقة، أو اختطاف؛ كل خمس دقائق!
  • هل أتاك نبأ “الياكوزا”؟
    المافية اليابانية؛ التي يقدر عدد أعضائها من (٨٠ ألفًا) إلىٰ (١١٠ ألف)، وهي عبارة عن عصابات مرتبطة مع بعضها بشبكة معقدة، وهذه الياكوزا لها وزنها في المجتمع الياباني، وتقف الدولة عاجزة عن السيطرة عليها، أو الحد من أنشطتها!
  • إذا تزوجت اليابانية؛ فإنها تحرص علىٰ عدم الإنجاب؛ خوفًا من الطرد من الوظيفة، وإذا حَمَلَت؛ فإنها تجد نفسها بين خيارين: إما ترك العمل، أو الإجهاض!
    فهناك ما يقرب من ٧٠٪ من اليابانيات- تركن وظائفهن بعد إنجاب أول طفل، وفي عام (٢٠١٣ م) تم إجهاض أكثر من ١٦٨ ألف جنين، وكل عام تكون الأرقام متقاربة!
  • العلاقات الاجتماعية في اليابان مفككة، وكبار السن يعانون أزمات مالية، ونفسية؛ خانقة؛ تدفع كثيرًا منهم للجريمة ودخول السجن، أو يقومون باستئجار عائلات وأصدقاء مقابل الأموال؛ حيث أن هناك شركات تقدم تلك الخدمات الاجتماعية!
  • اليابانيون في طريقهم إلىٰ الانقراض؛ والسبب هو عزوفهم عن الزواج؛ فلا وقت إلا للعمل؛ حتىٰ أصبحت نظرة المجتمع -بشكل عام- والفتيات -بشكل خاص- إلىٰ الزواج أنه مقبرة النساء!

من خلال تلك الملامح القليلة عن المجتمع الياباني- يمكنك اكتشاف مدىٰ قساوة، وصرامة، ومادية ذلك المجتمع؛ تلك المادية والآلية التي طمست أغلب المعاني الإنسانية لدىٰ اليابانيين؛ حتى باتوا يتوقون إلىٰ أي مظهر يشعرهم ببعض تلك المشاعر؛ كالحب، والبراءة، والحنان، والطفولة، وما إلىٰ ذلك من أمور يفتقدونها..

ومن هنا نشأت فكرة “الكاواي”..
نبدأ أولًا بتعريف الكاواي: هي كلمة تعني الشيء المتسم بالجمال، بالبراءة، الضعف، الطفولية، وما إلىٰ ذلك من معانٍ رقراقة “كيوت”؛ تحمل معاني اللطف، والجمال، وما يمكن فهمه من الاستخدام الدارج لكلمة “كيوت”..

بدأ تلك الفكرة بالظهور حين بدأت بعض الفتيات في مدرسة يابانية -والتي أوضحنا بالأعلىٰ مدىٰ صرامة وجفاف النظام التعليمي في اليابان؛ الذي يبدأ بسن مبكرة- بابتكار طريقة كتابة، تتسم ببعض المرح والمشاعر؛ فقاموا برسم الحروف منحنية، بدلًا من المنتظمة، وأضافوا لها بعض الوجوه لحيوانات لطيفة، وبعض الابتسامات، والقلوب، وغير ذلك من أمور مسلية؛ حتىٰ انتشرت سريعًا بين الفتيات، وكان هذا في السبعينات.

وعرفت هذه الكتابة بطريقة الكاواي، وهذا يرجع -أصالة- إلىٰ محاولة هروب اليابانيين من تلك الصرامة، والبحث عن روح الطفولة؛ التي فقدها مبكرًا علىٰ أعتاب تلك المنظومة شديدة الصرامة؛ فقامت المدرسة -بمنتهىٰ الحزم- بحظر تلك النوعية من الكتابة؛ لأنها غير جادة وغير نظامية.

حتىٰ أتت بعدها بسنوات شركة للإعلانات، واستخدمتها في الإعلانات، ثم استلهمت بعض الشركات تلك الفكرة، وبدأت بابتكار شخصيات لها السمة الأساسية -أو الإنطباع الأساسي- لتلك الطريقة؛ وهي أشكال لطيفة، بعيون كبيرة واسعة، وتفاصيل بسطية؛ بدون فم، أو فم غاية في الصغر، ومن أشهرها: شخصية “هاللو كيتي”..

ثم بعد ذلك تم إدخال هذه الفكرة للأنمي ولشخصياته، بنفس تلك المواصفات؛ بما يشعرك بطفولية الشخصيات، مع أنها ليس شخصيات لأطفال في الواقع!

تلقىٰ العالم كله هذه الشخصيات بتلك السمات- بالقبول والترحاب؛ حتىٰ غزت العالم كله، وهنا تبنتها الحكومة اليابانية كهوية لها، حتىٰ أنك تجد في كل مدينة -منذ أكثر من عشرين عام- شخصية (لعبة) كبيرة مميزة لها، تتسم بهذه الصفات “الكاواي”، لعبة كبيرة يلبسها شخص؛ تكون في استقبال السياح والترحاب بهم؛ لتشجيع السياحة، وبدأت تلك الشخصيات تغزو الأسواق؛ كاستيكرز، وصور، وعلىٰ أغلب المنتجات…

هناك تفسير علمي لقبول تلك الظاهرة، وتبنيها عند المجتمع الياباني خاصة؛ فعلماء النفس يعزون ذلك إلىٰ الحنين للطفولة، أو الأمومة والأبوة؛ التي أصبحت قليلة جدًا في المجتمع الياباني؛ كما أسلفنا في المقدمة.

ننتقل الآن لخطورة تلك الثقافة “ثقافة الكاواي”، خاصة في الأنمي:

  • أولًا: حين يتسم المشهد بالكثير من البراءة، واللطف، والجمال، والضعف- يمكنه تمرير أي فكرة أراد، دون أن يشعر المتلقي؛ فهو لن يشعر بأي خطر تجاهه، ولن يتوخىٰ الحذر في تعاطيه معه، فمثلًا: حين تشعر أن البطلة ما هي إلا مجرد طفلة بريئة ضعيفة -وأنت تعلم أنها ليست طفلة بالفعل- يمكنها -مثلًا- لبس ملابس مثيرة خليعة، يمكنها التحدث بكلام كفري، يمكنها تمرير أفكار مريضة ومخالفة للفطرة؛ كالشذوذ، دون أن ينتبه لها المتابع أو يسيء الظن بها؛ فبالتالي لن يأخذ حذره من مثل هذا؛ فهي في عينه مجرد طفلة بريئة!
    إلىٰ أن تنطبع كل تلك المعاصي والموبقات في العقل الباطن للمتابع؛ فيصير معها ألفة وتطبيع؛ والعياذ بالله!
  • ثانيًا: استخدام اليابان ثقافة الكاواي؛ في محاولة لتجميل صورتها القبيحة، وسياساتها الخارجية الوحشية؛ فعلىٰ سبيل المثال: في الوقت الذي دعمت فيه اليابان الحرب الأمريكية علىٰ العراق -سواء دعم بالتصريح صراحة أنها ستقف بجوار أمريكا في الحرب؛ التي ستخوضها ضد العراق، أو بالدعم المالي؛ فقد قدمت اليابان حوالي (١٣ مليار دولار) دعمًا لأمريكا في حربها علىٰ العراق- بدأت بنشر الكاواي تلك؛ تستجلب بها عطف الناس؛ فنشرت صورة لجندي ياباني يصافح رجل عراقي، مع بعض الكلمات المنمقة؛ في محاولة لتجميل صورتها القبيحة، وتقبل المجتمع العراقي لها..
  • ليس هذا فحسب، بل اختارت بعض الشخصيات المشهورة من الأنمي، مثل شخصية “كابتن ماجد”، وغيرها، ولصقتها علىٰ سيارات؛ لنقل بعض الأغراض للعراق؛ التي شاركت بها في تدميره بطريقة بشعة؛ لعلمها بمدىٰ قبول الناس لذلك النمط من الثقافة، وولعهم به؛ سواء كان أنمي، أو كاواي، ولقد نجحت! خدعتهم -بالفعل- بشكل كبير؛ فقد استقبلها الناس بالحبور؛ متخيلون أنها أتت لخير العراق؛ فقد كانت تحمل تلك الصور البريئة!
    ومع هذا كله، حين تَذكر حرب العراق- لن تجد أحدًا يذكر اليابان كمشارك في الحرب والتخريب؛ وذلك بسبب تلك النعومة -الزائفة- التي يتسللون من خلالها للشعوب…

وفي ورقة بحثية عن ثقافة الكاواي- تم ذكر هذه العبارة:
(كلما كانت هناك فرصة أكبر لاستدعاء الشخص صورًا جميلة حينما يتذكر اليابان- كلما كان سهلًا علىٰ اليابان أن تمرر أفكارها!)

ننهي بكلمة وجهها وزير خارجية اليابان لطلاب جامعة طوكيو الرقمية، وصناع الأنمي:
“أنتم من تصدرون الثقافة اليابانية للعالم كله”؛ فتأملوا كلمة “ثقافة”، لم يقل -مثلًا- ترفيه!
هذه كلمة يجب الوقوف عليها كثيرًا؛ لمن كان له عقل وقلب..!!

-استيراد بعض بعض أشكال الإباحية:

في السنوات الأخيرة، اشتهر عن نساء زماننا أنهن يصوّرن أنفسهن وهن يدلعن ألسنتهن، وأحيانًا يُضفن مع الدلع رفع أصبعي الوسطىٰ والسبابة..

والأغلبية منهن لا يعلمن مصدر تلك الحركات، ولا منشأها، وعلام تدل!

خلال بحثنا في ملف الأنمي، وجدنا أن هذه -الحركة المقززة- بدأت من أوائل تسعينيات القرن الماضي، كانوا يستخدمونها في المجلات الإباحية، ويستخدمون لها مصطلحًا -ننأىٰ بكم عن ذكره- للدلالة علىٰ وصف تعبيرات ممثلات الإباحية.

وأصل المصطلح يعود لكاتب قذر، كتب قصة مصورة في الثمانينات، والقصة تصور أعمالًا مروعة من العنف الجسدي والجنسي ضد فتاة تبلغ من العمر (١٢ عامًا)؛ في مشاهد مقززة، وأمراض نفسية، وبيدوفيليا، وسحرة، وحب للجلاد!
وأراد الكاتب -حسب قول نقّاد- “أن يعزز صورة نمطية مسيئة، عنصرية تجاه النسوة الآسيويات؛ وذلك بإبرازهن خاضعات، ويمكن التغلب عليهن، والتلاعب بهن بسهولة، ويستحقن معاملة مسيئة..!”

ولا عجب مما يفعلون -ويتقيأون- علىٰ شكل رسومات وأنميات؛ فالمرأة في عالم الأنمي شُوِّهَت، واستُغلت، وأهينت بأبشع ما يكون؛ حتىٰ عُكس ذلك علىٰ أرض الواقع، أو هو يعكس واقعهم المزري أصالة!

وكذلك صدر أنمي يصوّر اعتداءً علىٰ امرأة من قِبَل قريب (صديقها)، مع إبراز هذه الحركات بعد الاعتداء!

فأبرز ما يُفعل: هو حركة دلع اللسان، وحركات أخرىٰ تظهر علىٰ الوجه، وحركة ثانية؛ بدلع اللسان مع رفع أصبعي الوسطىٰ والسبابة.

ثم بعد ذلك في عام (٢٠١٦ م) ظهرت تحديات في هذه التصرفات علىٰ مواقع التواصل، ومنها انتشرت هذه القذارة في العالم كله، ولنا من جحر الضب نصيب!

وهي وإن فُعلت -الآن- في سياق غير جنسي، بل وبعيد عنه “عند نساءنا” إلا أن أصل الفكرة إباحي قذر مريض!

فحرّي بكل مسلمة -تؤمن بالله واليوم الآخر- ترك هذه الإشارات، والاتسام بسيماء أهل الإيمان، والاستنكاف عن حركات أهل الضلال، والفُسَّق، والمرضىٰ.

والله لا يليق بالمؤمنة مثل هذا!
لا نرضاها لكِ، ونغار عليكِ، وندعوك لما يحفظك ويزينك في الدارين؛ فالله الله في نفسك يا مؤمنة، إياك وتقليد سبيل الفجّار!

“مجرد ترفيه”!

كلما نشرنا توعية بخطورة أعمال الأنمي، وضرورة مقاطعتها؛ تنهال علينا الاتهامات بالتشدد، ولسان حالهم ومقالهم أن: “الأمر أبسط مما تصورونه! لم المبالغة؟ هذا مجرد ترفيه وترويح عن النفس، وليست قضية حياة أو موت”.

لم نرىٰ أحدًا من الذين يتهمون المسلمين الذين يحذرون من الأنمي بالتشدد؛ يصفون الصين أنها متخلفة ورجعية بسبب هذه الاجراءات!

مثل هذه الأخبار تُبيّن لنا أن كل إنسان عاقل لديه مبادئ يحاول حمايتها -بغض النظر عن صحة مبادئه-؛ سيعلم يقينًا خطر هذه الأعمال وسوف يسعىٰ لصدها.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة