الدعوة لتقارب الأديان

|

وحدة الأديان

ظهرت دعوة تقارب الأديان من بعض الناس؛ اليهود والنصارى غالبًا بغرض إفساد عقائد المسلمين، ولكي يتقبَّل المسلمون ما عليه اليهود والنصارى وليس العكس، فالفاتيكان إلى اليوم لا يعترف بالإسلام دينًا؛ فالإسلام في معتقد الفاتيكان مذهب وضعي؛ وضعه محمد ﷺ.

فالمقصود من وراء هذه الدعوة تقريب التنصير للمسلمين، وتذويب الفوارق العقدية والقضاء على شخصية المسلم، ويستخدمون لذلك شعارات مثل:

اللقاء الإبراهيمي؛ أي تجميع الأديان في الديانة الإبراهيمية نسبة لإبراهيم الخليل عليه السلام.
وهذه نسبة باطلة، فقد برَّأ الله إبراهيم الخليل عليه السلام من هذا الكذب بنص كلامه سبحانه:

{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يهوديًّا وَلاَ نصرانيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين} [آل عمران:67].

قال البغوي في تفسيره:
“ثم برأ الله تعالى إبراهيم مما قالوا : فقال: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) والحنيف: المائل عن الأديان كلها إلى الدين المستقيم”.

وفي تفسير القرطبي:
“نزهه تعالى من دعاويهم الكاذبة، وبيَّن أنه كان على الحنيفية الإسلامية ولم يكن مشركًا”.

ومن الشعارات التي يستخدمونها أيضاً شعار: المؤمنون متحدون؛وهو شعار واسم جماعة عالمية للمؤمنين بالله يتزعمها البابا، وقد تأسست في شهر مارس من عام ١٩٨٧م بهدف جمع الديانات بما فيها الإسلام تحت مظلة النصرانية بزعامة البابا.

وعليه فهذه الدعوة دعوة إلى الكفر؛ ورِدة عن الإسلام، إذ كيف يجتمع الحق والباطل والهدى والضلال؟!

قال تعالى: ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: ٧٢ - ٧٣].
وقال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء:٨٩].
وقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة:١٠٩].

شبهة وحدة الأديان:-

مَن يدّعي أنه من الوارد أو الممكن تقارب الإسلام مع ملل أخرى؛ فهو منافق جاهل كذوب مفسد.

انتبهوا لدينكم فالنبي ﷺ كان حريصًا كل الحرص على مخالفة أهل الكتاب، حتى فى أبسط الأمور. فكان ﷺ وهو في مكة يسرّح شعره كله للخلف؛ ليخالف المشركين، وحين ذهب إلى المدينة ووجد أن أهل الكتاب يسرحوه بنفس الطريقة؛ خالفهم وفرق شعره من المنتصف، وكان يشترط عليهم ألا يفرقوا شعورهم.

النبي ﷺ من شدة حرصه على مخالفة أهل الكتاب، تمنى تغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة؛ حتى لا يتشارك مع أهل الكتاب في وجهة واحدة.

إياكم أن يمر في خاطركم أن هناك أي مشتركات بيننا، ودعوكم من معسول الكلام، وانصرفوا عن خبثاء الأحلام. فالشريعة السماوية الوحيدة الصحيحة الموجودة، هي الإسلام، ومن ابتغى غيرها لن يقبل منه.

وأي محاولة لتقاربها مع غيرها فهي مكيدة للإسلام فقط، ومحاولة لتحريفها كما تم تحريف ما قبلها؛ فكونوا يقظين.

فالقول بوحدة الأديان هي دعوة خبيثة هدامة كفرية، إذ فيها تصحيح لما عليه اليهود والنصارى، قال جل وعلا:

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾

وثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار».

ومن الآثار السيئة لهذه الدعوة تضييع وتمييع عقيدة الولاء والبراء التي هي أصل من أصول الإسلام، وليعلم القاصي والداني أن هذه الدعوة كفر وردة؛ فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر، طردًا لقاعدة الشريعة: «من لم يكفر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر».

ولذا فمن المضحك المبكي أن نسمع من يدعو لمجمع أديان (مسجد ومعبد وكنيسة) في مبنى واحد؛ أو طباعة القرآن والتوراة والإنجيل في مجلد واحد؛ والعياذ بالله من الكفر وتحول العافية.

فتسوية الإسلام بما عليه اليهود اليوم وكذا ما عليه النصارى أو تسوية القرآن بالتوراة والإنجيل، وأن الكل سيدخلون الجنة وهم مرضيون عنهم من الله؛ فهذا ضلال بين وكفر صراح؛ ففيه تكذيب للقرآن، الذي أثبت كفر اليهود والنصارى وأثبت تحريفهم للتوراة والإنجيل، وما بقي فيها صحيحًا غير محرف فهو منسوخ بالإسلام، كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد ﷺ عامة للناس أجمعين.

قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وقال سبحانه: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾.

وغيرها من الآيات.

وكلمة أخيرة فهذه الدعوة خبيثة الهدف والغاية، ويحرم التورط فيها؛ وينبغي الحذر من مخططات القوم ،
ومثل تلك الدعوات فيها من الولاء الفكري والعقدي لأعداء الإسلام وفيها من الرضا بغير الإسلام ما هو معلوم فما قامت هذه الدعوات إلا لتكون بديلًا عن الإسلام.

قال تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ .
وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة