الرد على من يدعي عدم فرضية الحجاب

|

الرد على من يدعي عدم فرضية الحجاب

إن دعاة التبرج والسفور يُنكرون فرضية الحجاب ويزعمون أنه كمت لحرية المرأة المسلمة لنشر الفساد والرذيلة في مجتمعات المسلمين والتشبه بالغربيين.

الحجاب فُرض من رب السماوات والأرض وما جاء الإسلام بالحجاب إلا لحفظ وصيانة المرأة المسلمة من ضعاف النفوس والفسقة فالمرأة أعزها الإسلام وحفظها وصانها ومن يقول أن فرضية الحجاب للمرأة هو القضاء على حريتها فهو ممن لا عقل لهم.

ونرد عليهم بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية

الأدلة من القرآن الكريم :

قال تعالى: ﴿يَأَيّهَا النّبِيّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلاَبِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رّحِيمًا﴾

قالت أم سلمة:

لما نزلت هذه الآية ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يَلبسنَها). [رواه أبو داود بسند صحيح]

يقول السيوطي: (هذه آية الحجاب التي أُمر بها أمهات المؤمنين بعد أن كان النساء لا يَحتجبن). [الإكليل في استنباط التنزيل (179)]

ويقول الشيخ أبو بكر الجزائري: (فهذه الآية الكريمة تعرف بآية الحجاب؛ إذ هي أول آية نزلت في شأنها وعلى أثرها حجَب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، وحجب المؤمنون نساءهم، وهي نص في فرض الحجاب). [فصل الخطاب في المرأة والحجاب (ص 34)].

وقال تعالى: ﴿يَنِسَآءَ النّبِيّ لَسْتُنّ كَأَحَدٍ مّنَ النّسَآءِ إِنِ اتّقَيْتُنّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَلاَ تَبَرّجْنَ تَبَرّجَ الْجَاهِلِيّةِ الاُولَىَ﴾

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ أي: اقررن فيها، لأنه أسلم وأحفظ لَكُنَّ، وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات، كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين، فكل هذا دفع للشر وأسبابه. (تفسير السعدي)

قال مجاهد: “كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية”.

وقال تعالى ﴿وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ﴾

أمَرَ الله تَعالى المؤمِناتِ بضَربِ الخِمارِ على رُؤوسِهنَّ، وهذا نصٌّ على اختمارِهنَّ. (تفسير ابن كثير)

عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنها كانت تقولُ: (لَمَّا نزَلَت هذه الآيةُ: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ: أخَذْنَ أُزْرَهنَّ فشَقَّقْنَها مِن قِبَلِ الحَواشي، فاختمَرْنَ بها). أخرَجَه البُخاريُّ

الأدلة من السنة النبوية:

أن النبي ﷺ لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي ﷺ: «لتلبسها أختها من جلبابها». رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب، وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج. ولذلك ذكرن هذا المانع لرسول الله ﷺ، حينما أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد فبين النبي ﷺ، لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب.

وقد قال النبي ﷺ: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبرًا» . قالت إذن تنكشف أقدامهن. قال: «يرخينه ذراعًا ولا يزدن عليه».

ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمر معلوم عند نساء الصحابة، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب. فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم، وحكمة الشرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة، فإن هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه. (رسالة الحجاب لابن عثيمين)

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله ﷺ محرمات، فإذا جاوزوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه وهذا الحديث فيه دلالة على انتقاب المرأة الغير محرمة.

عن عروة أن عائشة قالت: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد. (رواه البخاري ومسلم)

وختاماً، يعلم الله مقدار العزة التي تكسو البنت وهي تسير بجلبابها السابغ ونقابها الساتر لا يُرى منها شيء، تستشعر فضل الله تبارك وتعالى عليها أن منَّ عليها بنعمة الستر في وقت كثر فيه التبرج والسفور.

قد تحتقرها بعض الأعين، جهلا منهم أنهم لا يدركون عظيم الشعور الذي تشعر به وهي مُتلحفة بجلبابها، ولكن أخيتي سيري بكل عزة وامضي بخطوات ثابتة عساك تلحقين بركب الصالحات يوما.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة