قال رسول الله ﷺ: “من جهز غازيًا في سبيل الله؛ فقد غزا”.
ياللبشارة!
بندقية، جُعبة، وطَعام يقوي جسده.
ويكأنك كنت معه في قلب المعركة وغبارها؛ حين تبلغ القلوب الحناجر، تحت الرصاصات الطائشة ودُخان القنابل والدماء السخيّة، لكنك في بيتك الآمن.
ألم يقل الرسول ﷺ:”مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
تنهَش بلاد المسلمين قوى الغرب، وتتآمر عليها الأُمم،
ينفُر المجاهدون بقلبٍ مثخن بجراح أمتهم، وبندقية شحيحة الرصاصات، وقارورة ماء وبضع تمرات. يعتصر قلب البعض ودّ لو يستطيع أن يكون مقاتلاً، لكن كيف السبيل ولا يملك إلا بضع قروش؟
جميعنا إذا سمع من ينصحه: (يا فُلان، هنالك شخص إذا تاجرت معه حتماً لن تخسر). حينها سيضع كل أمواله في ثقة معه لتنمو وتزداد .
ولله المثل الأعلى، ربّ التجار، بيده خزائن كل شيء، فلن ترجع خائباً.
حدثني عن لذة الإنفاق، حدثني عن فرحة نصرٍ كُنت جزءاً منه، حدثني عن قلب مجاهدٍ حلّق فرحاً لأنه بفضل الله ثم نفقتك أصبح من جند الله!
أنفق سراً وعلانية.
“سراً”
بنية خالصة لله؛ لتكون خبيئة لكَ عند الله، سر خالص بين العبد وربه وما أجمله من سر، وكم سرّك في مأمن! عند إله كريم، يبارك بمالك. ودود يلقي لك الود في قلب عباده ويزكي مالك، يرضى عنك وينطَفئ غضبه بصدقتك.
“علانية”
ليس المقصد بغية رضا الناس ومدحهم؛ إنما تشجيعاً لمن تراخى عن الإنفاق تارة وبَخِل تارات.
أما إن خِفتَ على إخلاصك؛ فألقِ على عباداتك عباءة الخفاء. اضبط بوصلتك نحو الله عز وجل، وطهر إخلاصك من رضا أي مخلوق سواه.
{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ
وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: ٦٠].
“ما استطعتم”
لا تقل لا أملك سوى بضع قروش
لا تدع الشيطان يوسوس لك: (يا هذا، أتنفق هذا المبلغ؟ ألا تخجل من نفسك وغيرك ينفق أضعاف أضعافه؟ امسك عليك يدك وغداً تصبح غنياً وستنفق).
دَعه واستعذ بالله، مبلغ بسيط في ميزانك ثقيل في ميزان الله، يضاعفه الله ويبارك فيه، وتكون فيه ممن يتخذ الأسباب ولا يركن للعجز وطول الأمل،وانتظار النصر يهطل من السماء بلا بذل حقيقيّ منه، ولا يترك إخوانه دون مد يد العون لهم بوجه مبتسم.
“تُرهبون”
هذا المال الذي لايعجبك؛ سيكون رصاصة في قلب أعداء الله، شوكة في حلوق المنافقين، بلسماً لجراح المؤمنين، ونصراً للأمة الإسلامية أجمع.