إن تنصروا الله ينصركم

|

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

يقول السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: (هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإن هم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره).

من خلال تفسير السعدي رحمه الله للآية، نفهم أنه يجب على المسلمين نصرة دينه سبحانه بالقول والعمل معاً!

أولاً؛ بالقول: يجب أن نتعلم دينه ونهتم بدراسته كما كان يفعل المسلمون الأوائل في القرون الأولى. يجب أن نهتم بالعلوم الإسلامية خاصة القرآن الكريم والحديث الشريف وعلومهما حفظاً ودراسة وتفسيرًا.

ثانياً؛ بالعمل: لا بد أن نعمل بالإخلاص  ونُعلّمه وندعو الآخرين إليه، ونجاهد أعداءه الذين يعادونه، ونطبقه في حياتنا، ونحكمه في كل شؤوننا بدءاً من من أمور بيوتنا إلى شؤون الدولة وسياساتها.

قال الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
الله سبحانه وتعالى نصر الأمة لما كانت تنصر دينه بالعلم والعمل به والدعوة إليه وجهاد من خالفه وعاداه، وكان الصحابة حريصين على تعليم دينهم والعمل به، حتى أنهم في تعلم القرآن الكريم، ما كانوا يحفَظون آيات جديدة حتى يعملوا بما حفظوه من قبل.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: (حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا : أنهم كانوا يستقرِئون من النبي ﷺ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا)، انتهى من تفسير الطبري.

الحاصل، إذا أرادت الأمة الإسلامية النهضة وطلبت النصرة من الله تعالى؛ لا بد لها من أن تنصر دين الله بالتطبيق العملي في كل شؤونها، وأن تجعل رضا الله تعالى وأحكام الشريعة فوق كل الاعتبارات!
ولتغيير الواقع المرير والذل الذي تعيش فيه الأمة، حتى تكون جديرة بالنصر؛ لا بد عليها أن تغيّر علاقتها مع الله تعالى؛ بالسعي إلى تطبيقٍ عملي لأحكامه في أرض الواقع كما أمرها الله تعالى، وكما طبقها النبي ﷺ والخلفاء الراشدين من بعده.

قال تعالى

{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].

وقال سبحانه

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40، 41].

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة