يا صاحب الحاجات أقبل

أجول بناظري هنا وهناك، فأرى قلوباً أثقلها الحزن، تكتم في داخلها حاجات وأمنيات، قد طرقت لأجلها كل باب، وبذلت لها النفيس من الأسباب، ولا زالت ترقب وتنتظر علّ أملاً يلوح في الأفق ينسيها تعب الانتظار.

فذاك مريض يرجو شفاءً عاجلاً، وتلك حرمت نعمة الذرية، وترقب حركة في أحشائها تشعرها بأمومتها، وذاك قد ضل ابنه بين رفاق السوء، ويتمنى له هداية تنجيه وتنتشله مما هو فيه، وذاك قد ضاق عليه الحال، يرجو بناء أسرة وبيت يأويه، وقد مضت سنين من عمره لا يجد إلى ذلك سبيلاً.

 الحاجات كثيرة، والآلام متعددة، فمن لها ومن يحتويها؟ فيا أصحاب الحاجات، ويا من أثقلت كاهلهم الأحزان والأنّات، قد جاءكم رمضان يحمل إليكم أرتالاً من الأفراح والآمال، ويشق لكم طريقاً نحو تحقيق الأحلام وفق ما يريده الله ويختار، وهل يختار الرحمن الرحيم إلا ما هو خير لعباده، وأفضل لهم في دنياهم وأخراهم؟

 يقول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوه الداع إذا دعان} البقرة. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله حييّ كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين” رواه الترمذي وأبو داوود. ويقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: (متى أطلق الله لسانك بالدعاء، فاعلم أنه يريد أن يعطيك).

 فيا أيها السابقون في موسم الخيرات، ويا من تكتمون في صدوركم الحاجات والأمنيات، جهزوا لوائح طويلة وعريضة بالطلبات والرغبات، فأنتم على باب قاضي الحاجات، ومستجيب الدعوات. جهزوا لأمنياتكم قلوباً مليئة بالإيمان واليقين، وأعيناً بكاءة تفيض بالعبرات.

 وإذا دخل شهركم؛ فادعوا ربكم واستغلوا شرف الأوقات، وقت الإفطار والسحر وفي السجدات؛ بل وفي كل وقت وحين. ادعوه دعاء المضطر، ادعوه دعاء من أوشك على الغرق، ولا منجى له إلا هو. ادعوه ولسان حال أحدكم:

لأدعونك رباه وأناديك حتى يسمعني كل من في السماء، لأطرقن بابك وأبكينّ وأنتحبنّ على عتباته حتى يفتح، فليس لي غيرك ولا مؤوي لي سواك، فاقبلني على ما أنا عليه من ذنب ومعصيه وغفلات.

ادعوا ربكم ولا تفتروا أبداً، وارضوا بعدها بما تجري به الأقدار، فهو أعلم بما ينفعنا وما يضر وما هو أنسب لنا ويختار.

دَعوْتـُكَ يا منْ يُجيبُ الدُعـــــــاءْ 

ويا منْ لهُ يسجُدُ الأقويـــــــــــاءْ

ويا منْ برحمتهِ أستجيـــــــــــــرُ 

ليرفعَ عنـّي الأذى والبــــــــــلاءْ 

لكَ الحَمْــــــدُ وحـْدكَ أنتَ المغيثُ

وأنـْتَ المُدبـّرُ ،،يا ذا البَهــــــــاءْ

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة