القرآن أقوى من فرنسا

القرآن أقوى من فرنسا

عام 1830 للميلاد، سقطت الجزائر في حكم الغزاة الفرنسيين، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ هذه الأمة، يُسدَل فيها السّتار عن نضال شعب متشبع بمبادئ دينه، ويُفضح معدن فرنسا الذي زينته بشعارات رنانة، حتى خُيِّل للرائي أنّه ذهب، ولم يكن إلا حديداً صَدِئاً ورثته جيلاً بعد جيل.

لم تتوانى فرنسا لحظة واحدة منذ وطئت أقدامها أرض الجزائر المسلمة في سفك الدماء، وسلخ الجلود، وحرق الأجساد، واغتصاب النساء، وقطع الرؤوس.

وإن ما نراه اليوم في غزة من مجازر لا تطاق، ليس جديداً على هذه الأمة؛ بل إن ما حدث من جرائم يندى لها الجبين في الجزائر، وغيرها من البلاد الإسلامية عبر التاريخ، لَهُوَ مقام تفكر لكل ذي عقل لبيب. فهذه الأمة لم تبق ثابتة واقفة على رجليها منذ نشوئها إلى يومنا هذا بتلك البساطة.

لقد تحملت الأمة عبر التاريخ هم هذا الدين؛ فبذلت الغالي والنفيس من أجل أن تنقله إلينا غضاً طرياً، صافياً نقياً. وعلينا نحن مسؤولية حمل الأمانة ونقلها إلى الأجيال القادمة، جيلاً بعد جيل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ونتحمل في سبيل ذلك ما تحمله صفوة الخلق وتابعيهم وتابعي تابعيهم.

خطر على بال الغزاة خاطراً، فشحذوا هممهم، فصار الخاطر فكرةً، والفكرةُ خطةً محكمةً لطمس هوية الجزائر. حولوا المساجد إلى كنائس، أحرقوا الكتاتيب، منعوا تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، نشروا الجهل، وشجعوا الحملات التبشيرية وتعليم اللغة الفرنسية.
فهذا الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول: (يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم؛ لننتصر عليهم).
ثم بعد كُلِّ هذا عمدوا على تجربة ميدانية لإثبات قدراتهم، وإشباع غرورهم؛ فاختاروا مجموعة من الفتيات المسلمات وأدخلوهن المدارس الفرنسية لسنوات طويلة، علموهن فيها لغتهم، ولقنوهن قيمهم، وألبسوهن لباسهم، حتى إذا حان موعد التخرج، جاءت فرنسا بخيلائها مُمَثَّلة بكبرائها ووجهائها وإعلامييها في حفل بهيج، لتثبت للعالم أجمع أن الهوية قد طُمِست، وأن الجزائر قد استحالت فرنسية اللغة والمعتقد.

كان الكل سعيداً منبهراً مترقباً.
وفي ساعة الحسم تخرج فتيات الجزائر المسلمات بلباسهن الإسلامي الجزائري ” الحايك “؛ فينهار غرور فرنسا ويصاب كبرياؤها في مقتل، ويصيح الإعلام في ذهول: ماذا كانت تفعل فرنسا طيلة قرن وربع قرن من الزمان؟!
وفي لحظة انكسار مُهين، وقف وزير المستعمرات الفرنسي لاكوست قائلاً: وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟
أي نعم، ماذا يفعل لاكوست إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟
ماذا يفعل شارل ديغول، وبوهير، وبومبيدو، وديستان، وميتران، وشراك،  وساركوزي، وهولاند، وماكرون، إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟ وماذا يفعل الذين أُشبِعوا العجل الفرنسي في قلوبهم، إذا كان القرآن أقوى من سامري فرنسا وعجل فرنسا؟

وتبقى هذه الأمة عزيزة شامخة، تقطع رؤوس الغدر إذا أينعت؛ فلا شيء يعلو فوق راية التوحيد.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة