رزقك لن يأخذَه غيرُكَ، ورِزقُ غيرِكَ لن تأخذَه حتى لو حرصت عليه، فلن يأتيك، واللهِ لو حرصتَ كلَّ الحِرصِ عليه لن يكون لك.
أذكر بعضَ المواقفِ التي مرَّت عليَّ:
- بالأمسِ كان لدى أمي حلوى، فأخذتُها منها وتركتُها بالقربِ مني ولم آكُلْها في لحظتِها. جاء ابن أختي وأكلَها؛ رزقُه وليست من رزقي.
- كان عند أمي بليلةً تُريد أن تنضجَها؛ المرَّة الأولى وضعتَها على النارِ، فانقطعت الكهرباء، المرَّة الثانية كذلك؛ لكن كانت شارفتْ على النُّضوج. جاءت ابنة عمتي لتشربَ معنا القهوة، فأحضرتها؛ رزقُها وهو البليلة (كبكبي أو عدسية).
هذا في الأشياءِ العاديةِ التي نراها عادية، هي ليست عادية؛ إنما يسوق اللهُ إليك الرِّزقَ وأنتَ جالسٌ في مكانك.
كل شيءٍ رزق، ورزقُك يتبعُك أينما كنت. الله سبحانه وتعالى ذكر في الحديث: “أنَّه لن تموت نفسٌ حتى تستكملَ رزقَها”.
“ليس شيءٌ يُقرِّبكم من الجنَّة، ويُباعِدكم من النار، إلا أمرتكم به. ولا شيء يُباعِدكم من الجنَّة، ويُقرِّبكم من النار، إلا نهيتكم عنه. وإنَّ الروحَ الأمينَ نفث في روعي، أنَّه ليس من نفسٍ تموت، إلا وقد كتب اللهُ رزقَها. فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلوا في الطَّلَب، ولا يحملنَّكم استبطاءُ الرِّزقِ أن تطلبوه بالمعاصي، فإنَّه لا يُدرك ما عند الله إلا بطاعته”.
رزقُك من اللهِ وحده، فلا تلتفتْ لشيء. يريد الشيطانُ أن يزرعَ فينا القلقَ والحيرةَ والخوف. اللهُ وعد، ووعدُه حق، أنَّه لن تموت نفسٌ حتى تأخذ رزقَها كاملاً.
رزقُك في الزواجِ لن يأخذَه غيرُك؛ لذا اطمئن. رزقُك في المأكل والمشربِ لن يأخذَه غيرُك؛ لذا اطمئن. نفسُك، حركاتُك، صحتُك، مكانُ إقامتِك، كلُّهم وكلُّ شيءٍ رزقٌ من الله وحده.
فالحمدُ للهِ على أرزاقِه، الحمدُ لله.