هل تعلمين يا دُرّتي ما هو العشق الدافئ؟ هو العشق للبيتِ وسكينته، هو عشق القرار في البيت. إدراك ذلك فقط، يجعل قلبكِ ينبضُ بإيقاعهِ الهادئ، ويحنُّ إلى دفءِ جدرانهِ الحانية كعُشٍّ آمن؛ فكيف لو آمنتِ بهِ وقررتِ العيشَ في كنفهِ؟ لذاكَ هو النعيم المُقيم، ولهذا هو الشّعور الأنثويّ الرقيق، والذي يتجدّد فيهِ شغفَ الرُّوح إلى هذا العالَم الصغير الذي يحتضنُ أحلامَكِ.
أحِبّي فكرة القرار في البيت يا دُرّتي، ففيها يكمُن سلامكِ الداخلي وأمان قلبكِ وبهجة روحكِ. واليقين بدفء هذه الفكرة، يؤصّل بداخلكِ حبًّا عميقًا للقرارِ والثبات، فالبيت ليس مجردَ مكانٍ؛ بل هو مرسًى للروح، وملاذٌ آمنٌ تستكينُ فيهِ الأحلامُ، وتنمو فيهِ الأمنياتُ بهدوء. إنهُ مملكتكِ الصغيرة حيثُ تتجلّى أنوثتكِ بكلِّ رقةٍ واطمئنان.
أحِبّي فكرة أن تظلي ذاتها العَروس الأولى لزوجكِ الحنون الذي يسبغُ عليكِ بدفء حنانه وعطفه؛ ففيها يكمُن حلمًا رقيقًا يفيضُ أنوثةً ورِقة. أن تكوني أنتِ البدايةَ والنهاية، النبعَ الأول للعشقِ في قلبِ زوجٍ حنونٍ يغمرُ أيامكِ بدفءِ مشاعرهِ وعطفهِ الغامر. فَحُلم الاحتواء والأمان في كنفِ رجلٍ يُقدّرُ جوهركِ ويُعلي من شأنِ أنوثتكِ، هو فطرتكِ السويّة التي جُبلتِ عليها؛ فلا تردعيها إنْ راودتكِ وتواريها خلف قناع أنكِ عن ملاذِ روحكِ أغنى وفي استغناء! لا تخدعي نفسكِ وتكذبي عليها، فأنتِ تحتاجين إلى هذا الرجل، وهذا الرجل بالمُقابِل يحتاج إليكِ، فلا يخدعنّكِ زيف العصر بصيحاتهِ النسويّة فيتصدّر أول قائمتكِ يا قرّة العين، فيهلك قلبكِ وحيدًا بدون زوج حبيبٍ يُشبع قلبكِ فتجوع روحكِ.
أَحِبّي فكرة المكوث في المنزل وتربية أطفالكِ والاهتمام بزوجكِ، ففيها يزيدِ شغفكِ بالأمومةِ والاحتضان،ك. أن تكوني أنتِ النبعَ الذي يرتوي منهُ أطفالكِ حنانًا وعلمًا، والظلَّ الوارفَ الذي يستظلُّ بهِ زوجكِ بعد عناءِ يومهِ. إنهُ عشقٌ لدوركِ المحوريِّ في بناءِ أسرةٍ دافئةٍ ومُتماسكة.
لا تُحبّي فكرة الخروج إلى هذا العالم شديد القسوة، والعمل والشقاء، ففي محبّتها شقاؤكِ، وفي النُفور منها ميلٌ صادِق إلى عالمكِ الخاص، ليس رفضًا للحياةِ؛ بل اختيارٌ واعٍ لأولوياتكِ، حيثُ تجدينَ سعادتكِ الحقيقيةَ في مملكتكِ الداخليةِ بعيدًا عن صخبِ العالمِ وهمومهِ.
أَحِبّي فكرة البيت الهادئة، والشُعور بالأمان بين حيطانه الحانية، ففيها تعبيرٌ عن السكينةِ والأمان، فالبيتُ ليس مجردَ جدرانٍ؛ بل هو حضنٌ دافئٌ يمنحكِ شعورًا بالاكتمالِ والرضا، حيثُ تتلاشى المخاوف وتزدهرُ الأحلام في هذا الفضاء الحميم. إنَّهُ عشقٌ فطريٌّ لدورِ الأنثى في رعايةِ الأسرةِ وبناءِ العشِّ الدافئ. إنهُ اختيارٌ لقيمةِ العطاءِ المنبعثِ من القلبِ في محيطٍ آمنٍ ومُحِب. إنهُ حلمٌ بالاستقرارِ والسعادةِ في كنفِ أسرةٍ تنعمُ بالحبِّ والوئام.
باختصار، أَحِبّي كُل ما هو أُنثويّ وناعِم ورقيق ودافئ مثلكِ، فأنتِ أُنثى، خُلقتِ لتعيشي أُنوثتكِ بكل تفاصيلها، لتبقي ناعِمة ورقيقة، وسكنًا لزوجكِ وملاذًا لأطفالكِ، ورحمةً لأهلكِ، وقبل هذا، عابدةً زاهدةً لربكِ، مطيعةً مُخلصةً، ودُرةً حوريّة.