أنت أم جديدة؟ إذاً؛ لك معي رسالة. عودي طفلك على النوم ليلاً، فالأطفال عادة حينما يولدون لا يكون لهم ميعاد ثابت للنوم، ربما استيقظ طوال الليل ونام طوال النهار، أو استيقظ معظم الليل ونام القليل منه فقط. وكثير من الأمهات، خاصة الجديدات، يستسلمن لهذا الوضع، بسبب الإرباك والإجهاد الذي يحصل لها مع قدوم هذا الوافد الجديد.
إلا أنني أنصح الأم حينما تفيق جزئياً من هذه الدوامة بإدراك الوضع الجديد، أن تحاول السيطرة على موعد نوم الصغير، حتى لو كان الأمر صعباً، فمع الوقت والإصرار سينتظم نومه بإذن الله.
حينما يأتي موعد النوم الذي تودين تعويده عليه، أغلقي الأنوار وخذيه للسرير، أغلقي الهاتف والتلفاز، ليكون الجو هادئاً، حتى لو ظل مستيقظاً لفترة، لن يصمد مع الضوء الخافت والهدوء وسيستسلم للنوم بإذن الله. كلما دربته على هذه العادات مبكراً، كلما كان أيسر لك في تعويده عليها؛ مما يضبط إيقاع الحياة بالنسبة للبيت كله.
أما التي كبر ابنها ولم يعتد على النوم ليلاً، اطمئني، الفرصة لم تضِع، وإن كان تعويده سيكون صعباً كلما تقدم في العمر، فبشكل عام اتبعي التعليمات بالأعلى، بالإضافة لإحضار الماء والطعام والدواء والملابس وكل ما تقع عليه عينك ويدك بجوارك، لأن حمل الصغير على النوم على غير رغبته، سيذكرك بنفسك وأنت صغيرة حين كانت تطلب منك أمك كتابة الواجب ومذاكرة بعض الدروس.
هل تذكرين؟ كنت تكتشفين فجأة أنك جائعة منذ أسبوع وتشعرين بالعطش؛ كأنك للتو وصلت من صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، ثم تودين دخول الحمام بشكل مُلِح، وبطنك التي تتقطع ألماً ليس لسبب ما سوى رؤية الكتب والكراسات، بعدها تتذكرين قصة حياتك في المدرسة منذ أن وطأتها قدميك ولا بد أن تسرديها على المسكينة أمك، كل هذا وأكثر سيفعله معك هذا الملاك البرئ الذي تودين تعويده الآن على النوم ليلاً؛ فإياك أن تستسلمي، أسابيع قليلة جداً وسيعتاد على تلك العادة الصحية المهمة جداً.
سينضبط إيقاع البيت، وتتحسن نفسيتك وبشرتك ويتوقف تساقط شعرك وتقل المشاكل وتتخلصين من الهبوط والدوخة والخمول والشعور بالغثيان، كل ذلك كان يسببه استيقاظك طوال الليل نزولاً على رغبة الملاك الصغير، فلا تطاوعيه وإياك أن تستسلمي.
أسأل الله عز وجل أن يمن عليك ليلاً بنوم هادئ مستقر مستمر مشبع غير متقطع في عفو وعافية لك ولصغيرك ولأهل بيتك جميعاً، والسلام.